يستدل على عتق الفرس برقة جحافله وأرنبته وعرض منخريه وعرى نواهقه وسمومه ورقة جفونه وأعلى أذنيه وما ظهر منها ورفة سالفته أدميه ولين أشعريه وشعر ركبته، وأبين من ذلك كله لين شكير ناصيته وعرفه وصفة جامعه لا واستغنى بعضها عن بعض ولا يوجد جميع ما وصفت في فرس غير أن الفرس إذا تم فيه بعض ما وصف لحق بالجياد بعد أن يكون عتيقا وما تم من خلقه بعد ذلك فهو إذا اشتدت نفسه ورحب متنفسه ومنخراه وجوفه وطالت عنقه واشتد ركبها في كاهله واشتد حقوه وعظمت فخذاه وشنج نساه وعظمت فصوصه واشتدت حوافره لحق بجياد الخيل المراهنة أما رحب جوفه فلتراد النفس فيه ولتلجا فيه عن رئتيه وقلبه أنه إذا ضاق ذلك الموضع منه ربا وانتفخت الرئتان فأن لم يجد متفسحا من الجوف ضغطا القلب حتى يكربه ذلك ويقطعه ورحب منخراه لسهولة مخرج نفسه في جوفه فيربو لذلك وأما عنقه فيتساند ليها إذا احضر.
وأما فخذاه فيعتمد عليهما وعليهما يكون عظم مؤونة الجري وأما حقوه فمعلق وركبته ورجليه في صلبه ونساه يقبض له رجليه ليشتد ضرخه بهما - وأما فصوصه حوافره فدعائمه التي يعتمد عليها وتمامه شدة الخلق ورحب المتنفس وشدة النفس لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه، أن كان شديد النفس ولم يشتد خلقه حتى يحمل نفسه لم ينتفع بشدة نفسه وان كان شديد الخلف ليس بشديد النفس لم يصبر من البعد الحد لأن نفسه له ولو تم خلقه ونفسه ولم يرحب منخراه وجوفه لم يصبر من البعد أنه إذا تراد نفسه في جوفه بهره وكربه حتى يقطعه وأن كان رحيب المنخرين حسن الجوف من المقدمة ليس. بالرحيب ولا المظموم شديد الضم اغتفر ضيق جوفه.
وإذا كان رحيب الإهاب ملحوب المتن احتمل ذلك ربوه حتى يعرق فيخرج منه فيحتمل من ذلك ما يجتمل الرحيب الجوف برحب أهابه والحب متنه فأن ضاق جوفه ولم يلحب متنه فأنه ينهر وينقطع - فأن ضاق منخراه مع ذلك واتعب جهده الربو الكرب حتى يقوم فأن زيد على ذلك كان قمنا أن يموت إلا أن يكون هشا فيريح لسرعة عرقه ولا يكاد يصبر - وأن كان ليس بالطويل العنق وهي عريضة مفرعة العلابي لم يخنس بها قصر فاحش اغتفرها بإفراغ علابيه وشخوص حاركه وتأنيفه واستخاره في ظهره مع عرض كتفيه وطولهما وغموضهما من أعليهما وشدة صدره وقصر عضديه لطف زوره من موضع مرفقيه وطول ذراعيه - وقد يغتفر قصر ذراعيه بطول عصبه وتمكن رسغيه وجودة ما فوقهما من عضديه وكتفيه وكاهله وصدره وكذلك حموشتها إذا كانتا طويلتين والقصيرة العلباء البادية الغرور افضل من الطويلة الحمشة إذا طال عصبهما وتمكنت أراساغهما وقد يغفر قصرهما وحموشتهما بجودة ما فوقهما وما تحتها من عظامه وإذا كان ليس بالمفرط الفخذين وهما حسنتان ولم يبلغ بهما ذلك نقصان ولإذهاب لحم فاحش اغتفر ما فيهما إذا كان قصير الساقين عريضهما أصمع الكعبين شنج الانساء طويل وظيفي الرجلين وعرض الساقين أولى بهما من قصرهما ويغتفر قصر وظيفي للرجلين إذا جاء ما فوقهما فعرضت ساقاه وعظمت فخذاه وطالت وكثر لحمها لا يغتفر انقطاع حقوه إلا أن يكون حسن اللحم وليس بالمفرط فيغتفر ذلك منه بقصر ظهره وعرض فقرته وقصر قصرييه وشدة معاقمه وسمن صلبه في عجزه وشخوص قطاته وشدة ما كان اسفل من ذلك من رجله ولا يغتفر عظم فصوصه ورخاوتها وإن كان شديد الخلق حتى تنحطم أو تفسد حوافره فتنصدع أو تتشظى أو تخفى فامنعاه من أن يبلغ ما يراد منه من الجرى ولا يغتفر ضعف نفسه وسقوطها ولا رخاوة نسوية وحباله ولا ضيق نفسه ولا سوء خلقه.
[صفة ما يخالف الذكر فيه الأنثى]
كل شيء يستحب للجودة في الأنثى يستحب للذكر الأطول الصيام وقلة الربوض وقلة اللحم اللهزمة والشفة والجهل حركة أو لم تحرك ولا يكره منها بعض الجسأة في ظهرها وقران الكعبين فيكره ذلك كله من الذكر إلا الشهومة والحدة إذا حرك وكثرة النوم وقد كانت العرب تقول) أبغنيه ذكرا نووما أو أنثى صووماً (والصيام طول القيام.
وقال أبو زيد الطائي في القرن وهو القران في الكعبين.