للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْحق بهَا وخفض منار الْبَاطِل لَهَا لم تزل على سالف الْأَيَّام ومتعاقب الأعوام تعتل طورا وَتَصِح أطوارا وتلتاث مرّة وتستقل مرَارًا من حَيْثُ أَصْلهَا راسخ لَا يتزعزع وبنيانها ثَابت لَا يتضعضع فَإِذا لحقها الالتياث وَحدثت فِيهَا الإحداث كَانَ ذَلِك على سَبِيل التَّقْوِيم والتأديب والإصلاح والتهذيب لمعشر كَانُوا كالانعام رتعوا فِي أكلائها سائمين ولهوا عَن شكر الائها ذاهلين فيوقظهم الله من تِلْكَ السّنة وينهضهم عَن مضاجع الْغَفْلَة وَيجْعَل مَا يحله بهم فِي خلال مَا يضطرب من دهمائهم ويشتد من لأوائهم عظة لَهُم ان امتدت بهم السنون أَو لغَيرهم ان اخترمتهم الْمنون حَتَّى إِذا انْتَهَت هَذِه الْحَال إِلَى حَيْثُ أَرَادَ الله بهم من الْكَفّ والردع وَسَببه لَهُم من النَّفْع والصنع بعث لاقرار الْأَمر فِي نصابه وَحفظه على أَصْحَابه وليا نجيبا من أَوْلِيَائِهِمْ وعبدا مخلصا من أصفيائهم فَلَا تلبث ان تعود الدولة على يَده غضة الْعود معتدلة العمود جَدِيدَة اللبَاس متينة الأمراس وهنالك يكذب الله آمال المعاندين ويخيب ظنون المحادين ويردهم بغصة الصُّدُور وشجى النحور وَيكون النَّفر الَّذين تجرى هَذِه المنقبة على أَيْديهم وتتم النِّعْمَة فِيهَا بمساعيهم أعيانا لتِلْك العصور وولاة فِيهَا على الْجُمْهُور وكالشركاء للأئمة المساهمين وَذَوي اللحمة المناسبين. وَتلك كَانَت منزلَة معز الدولة أبي الْحُسَيْن مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ نَفعه الله بِمَا توفاه عَلَيْهِ من عز الطَّاعَة ونظم ألفة الْجَمَاعَة وَالِاجْتِهَاد فِيمَا رب الدّين ولمه وتلافى نشره وضمه فانه لبس الْأَمر وَقد دب الْفساد فِيهِ وصدئت بصائر أَهْلِيَّة وَصَارَ حظهم منتهيا مضاعا وفيئهم مقتسما

<<  <   >  >>