للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شعاعا وآثار دينهم طامسة ومعالمه دارسة ورؤوس أوليائه ناكسة وعيون أعدائه متشاوسة فَلم يدع أحسن الله مجازاته طرفا مأخوذا إِلَّا ارتجعه وَلَا حَقًا مَغْلُوبًا عَلَيْهِ إِلَّا انتزعه وَلَا عدوا بَاغِيا إِلَّا قمعه وَلَا جبارا طاغيا إِلَّا صرعه شاهرا سَيْفه على كل منتم إِلَى الْولَايَة بِزَعْمِهِ ودعواه أَجْنَبِي مِنْهَا بسره ونجواه إِلَى ان ذلل الرّقاب بعد استصعابها وأبائها وأضرع الخدود بعد صعرها والتوائها ورتق الفتوق بعد تفاقمها واستفحالها وأدمل الجروح بعد إعيائها وإعضالها وَأعَاد إِلَى السُّلْطَان مَا كَانَ خرق من هيبته وصان مَا انتهك من حرمته وَصَاحب خدمَة الْمُطِيع لله صلوَات الله عَلَيْهِ مُنْذُ أفْضى الله بخلافته إِلَيْهِ مصاحبة سلك فِيهَا سَبِيل وفاقه وَبعد عَن غشه ونفاقه وأخلص لَهُ إخلاصا سَاوَى فِيهِ بَين سره وجهره وَألف بَين عالنه وباطنه وَاسْتمرّ على ذَلِك بَقِيَّة عمره وثميلة مدَّته إِلَى ان قَبضه الله نقي الصَّحِيفَة من دون الْعُيُوب خَفِيف الظّهْر من محمل الذُّنُوب فَاتبعهُ الْمُطِيع لله صلوَات الله عَلَيْهِ الدُّعَاء الَّذِي هُوَ خير الزَّاد وانفع العتاد وَأقرب الْوَسَائِل إِلَى رب الْعَالمين وأعودها بِأَجْر المأجورين وجازاه بِأَن أقرّ تِلْكَ الرُّتْبَة الْعلية والمحلة السّنيَّة على وَلَده وسليله وَنَظِيره فِي النجابة وعديله: عز الدولة أبي مَنْصُور بن معز الدولة أبي الْحُسَيْن مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ أمتع الله بِهِ لَا إِقْرَار المحابي لَهُ فِيمَا لم يسْتَحقّهُ وَلَا السَّامِي بِهِ إِلَى مَا لَيْسَ من أَهله بل عَن فَضَائِل تكانفت وآثار تناصرت لم يكن لَهُ فِي شَيْء مِنْهَا مُقَارن يزاحمه بمنكبه وَلَا مقارب يجاريه بسعيه ذَلِك انه تقيل خلائق معز الدولة أبي الْحُسَيْن وراثة واشتمل عَلَيْهَا حِيَازَة وتوقل فِي هضاب معاليه صاعدا وَفِي صعاب مراقيه ساميا وَاسْتولى على شرف

<<  <   >  >>