للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الترتب والتأدب بَين أَمَام تِلْكَ صنائعه ووالد هَذِه ذرائعه وَقرن إِلَى تِلْكَ المناقب الَّتِي كَسبه إِيَّاهَا عَظِيم سعادته وحبسها عَلَيْهِ كريم وِلَادَته مَنَاقِب تَوَابِع استأنفها ومحاسن شوافع اسْتَقْبلهَا ومطالب لذوايب الْفَخر وَالْمجد أدْركهَا وتناولها ومغانم من عوائد الشُّكْر وَالْحَمْد ملكهَا وتخولها وَلم يزل للمطيع لله رحمت الله عَلَيْهِ خير ظهير حفظ سَرِيره وَأفضل نصيح دبر أُمُوره يدأب لَهُ وَهُوَ قار ويحوط من وَرَائه وَهُوَ غَار ويسهر عَنهُ إِذا رقد ويهب مَعَه إِذا اسْتَيْقَظَ ويوليه فِي كل مَا يَجْتَمِعَانِ عَلَيْهِ يدا من الطَّاعَة يلين لَهُ لمسها ويخشن على أعدائه مَسهَا إِلَى ان استوفى فِي الْخلَافَة أمدا لم يستوفه أحد من الْخُلَفَاء قبله ناجيا فِيهِ من الغوائل الَّتِي كَانَت تغول أعمارهم وتقصر آجالهم وتجرى على أَيدي السُّفَهَاء من خولهم والجهال من جندهم مذودا عَنهُ فِي ذَلِك الْعُمر الطَّوِيل وَالْأَجَل المديد كل عَدو مَمْنُوعًا مِنْهُ كل مَكْرُوه وَسُوء ممتثلا رَأْيه فِي كل مَطْلُوب مُتبعا هَوَاهُ فِي كل مَحْبُوب فَلَمَّا صَار رضوَان الله عَلَيْهِ من السن الْعليا وَالْعلَّة الْعُظْمَى بِحَيْثُ يحرج ان يُقيم مَعَه على إِمَامَة قد كل عَن تحمل كلهَا وَضعف عَن النهوض بعبئها خلع ذَلِك السربال على أَمِير الْمُؤمنِينَ خلع الناص عَلَيْهِ وَالْمُسلم إِلَيْهِ

<<  <   >  >>