للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَارِجا إِلَى رب الْعَالمين وَجَمَاعَة الْمُسلمين من الْحق فِي أيالتهم وسياستهم مَا اسْتَقل واضطلع وَفِي حسن الارتياد لَهُم حِين حسر وظلع وَعز الدولة أَبُو مَنْصُور أمتع الله بِبَقَائِهِ ودافع عَن حوبائه متصرف فِي جَمِيع ذَلِك على حكم الْتَزمهُ وَفرض افترضه فِي رِعَايَة مَا سلف من الصنيعة واستحفظ من الْوَدِيعَة لَا يُخرجهُ عَن الطَّاعَة هوى يمِيل إِلَيْهِ وَلَا غرور يعرج عَلَيْهِ لكنه فِيهَا على الْمنْهَج الأوضح والمتجر الأربح وَالسّنَن الأقوم والمعتقد الأسلم فَكَانَ فعله بعد عجز الْمُطِيع لله خصّه الله بِالرَّحْمَةِ وَالصَّلَاة وَنَصه على أَمِير الْمُؤمنِينَ انهضه الله بِمَا وُلَاة واسترعاه فِي قَود الْأَوْلِيَاء إِلَى الرضى بِهِ وَجمع كلمتهم على الدُّخُول فِي بيعَته وإزالتهم عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ من اخْتِلَاف الآراء، وتشتت الْأَهْوَاء، جازيا لفعل الْمُطِيع لله، رضوَان الله عَلَيْهِ بِهِ بعد وَفَاة معز الدولة أبي الْحُسَيْن رَحمَه الله إِذْ أقره مقره ونصبه منصبه وَجرى ذَلِك مجْرى الدِّيوَان المتقارضة وان كَانَ كل من الْفَرِيقَيْنِ قد أضَاف إِلَى الْحق فِيمَا ابْتَدَأَ وَقضى احراز الْحَظ للْأمة فِيمَا ارتأى وأتى هَذَا على نَوَائِب قاساها عز الدولة أَبُو مَنْصُور أحسن الله الإمتاع بِهِ وعاناها وشدائد بَاشَرَهَا وصابرها وحوادث كَانَت مزقت بَين دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ وداره وباعدت جواره عَن جواره وَلم يكْتب الله فِي شَيْء مِنْهَا عَلَيْهِ اسْتِحَالَة عَن الْوَلَاء وَلَا على أَمِير الْمُؤمنِينَ إخلالا بِالْوَفَاءِ وَلما كَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ قد اسْتَفَادَ فِي زمَان تِلْكَ الْفرْقَة تجربة تثبت لَهُ ان لعز دولته حظا فِي كرم الضريبة لَا يداني وشأوا فِي يمن النقيبة لَا يجارى ووجده وَأَهله

<<  <   >  >>