للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستعفى من التجاوز لَهُ لُزُوما لعادته فِي إعظام الْإِمَامَة والإخبات للخلافة وخفض الْجنَاح لَهَا وغض الطّرف دونهَا والاستكثار للقليل من تشريفها والاستعظام لليسير من تكريمها وان كَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ مُوجبا لَهُ من ذَلِك استغراق الغايات واستيعاب النهايات وَهُوَ ان يصدر الْكتب إِلَيْهِ بأطال الله بقاك وأدام عزك وتأييدك وأمتع أَمِير الْمُؤمنِينَ بك وبالنعمة فِيك ويدعى لَهُ عِنْد ذكره فِي الْكتب إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَعنهُ بأيده الله وَالثَّالِثَة: ان جمعه أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى نَفسه فِي اسْتِخْدَام الوزراء وأشركه مَعَه فِي تَقْلِيد الْأَوْلِيَاء وان عرف لنصير الدولة أَبى طَاهِر حق تقدمه فِي الْكِفَايَة والغناء وإبرازه فِي الِاسْتِقْلَال وَالْوَفَاء وقيامه بِكُل مُهِمّ طرق ودفاعه لكل ملم ارهق وسده من هَذِه الحضرة الَّتِي هِيَ قبَّة الْإِسْلَام وواسطته وسنامة وغاربه مَكَانا لم يسدده مثله وَلَا يملأه غَيره فعز الدولة أَبُو مَنْصُور بن معز الدولة أبي الْحُسَيْن مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ أيده الله الْآن المستعلي على الإقران الْفَائِت لغايات أهل الزَّمَان المتبويء للرتبة الْعليا المستقر فِي غايتها القصوى ونصير الدولة الناصح أَبُو طَاهِر أمتع الله بِهِ الْجَامِع لوزارتيهما الْحَامِل للأثقال دونهمَا الْحَائِز شرف المناب عَنْهُمَا الْجَارِي مجْرى وَاحِدًا مِنْهُمَا وَقد أَمر أَمِير الْمُؤمنِينَ بِأَن يُوفى من الْحق أكبر مَا وَفِيه وَزِير وازر وظهير ظَاهر فِي قديم وَحَدِيث وبعيد من الْعَهْد وَقَرِيب وحظر على سَائِر الْأَوْلِيَاء والخدم من ذِي سيف وقلم ان يسمو بِنَفسِهِ إِلَى تسم باسمه وارتسام برسمه لانه حق من حُقُوق الْخلَافَة

<<  <   >  >>