لَا ينحله أَمِير الْمُؤمنِينَ من صنائعه أَجْمَعِينَ وان كثر عَددهمْ وَاخْتلفت مقارهم وَتَقَدَّمت مَرَاتِبهمْ وتوجهت وسائلهم إِلَّا من كَانَ مائلا بَين يَدَيْهِ وعارضا للأعمال عَلَيْهِ وجاريا هَذَا المجرى فِي تمكن السَّبَب عِنْده وَحسن الإثر لَدَيْهِ فاعرف كلأك الله لعز الدولة أبي مَنْصُور أيده الله قدر مَا وفر من النِّعْمَة عَلَيْهِ ولنصير الدولة الناصح أبي طَاهِر مَا خص بِهِ وأزل إِلَيْهِ وقم بذلك الْحق الأول باديا وَبِهَذَا الْحق التَّالِي مثنيا موفيا وأجب أَمِير الْمُؤمنِينَ بوصول كِتَابه إِلَيْك وامتثالك الْأَمر الْوَارِد فِيهِ عَلَيْك وتلقيك اياه بِمَا يعدك بِهِ فِي الأوضحين سَبِيلا والأرشدين دَلِيلا ان شَاءَ الله وَالسَّلَام عَلَيْك ورحمت الله وَكتب نصير الدولة الناصح أَبُو طَاهِر يَوْم السبت لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلثمائة.
وَهَذَا الْكتاب الْكتاب الَّذِي نقمه عضد الدولة على إِبْرَاهِيم بن هِلَال جدي وحبسه لأَجله أَربع سِنِين وشهورا وَملك عضد الدولة الْعرَاق فَطلب من الطائع لله الزِّيَادَة على ذَلِك فزاده وسعادتك ونعمتك وأمتع أَمِير الْمُؤمنِينَ بك وبالنعمة فِيك وعندك وَجعل الدُّعَاء لَهُ فِي الْفُصُول وَعند الذّكر بأدام الله عزه وبدئ بذلك فِي الْكتاب إِلَيْهِ بتلقيبه تَاج الْملَّة مُضَافا إِلَى عضد الدولة وَقيل لَهُ فِي عرض القَوْل فِيهِ وَقد رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ الْإِيفَاء بك على الْأَكفاء ووسمك بإمارة الْأُمَرَاء وَكَانَت هَذِه الرُّتْبَة افخم واعظم من كل مَا تقدم وَصَارَ هَذَا الدُّعَاء رسما لمن بعده من اخوته وَولده وأفضت الْخلَافَة إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَادِر بِاللَّه صلوَات الله عَلَيْهِ، فَجعل الدُّعَاء لبهاء الدولة فِي الْفُصُول [١٧١] وَعند الذّكر بأدام الله تأييده وانتقل إِلَى وَلَده بعده ووقف الْأَمر إِلَى هَذِه الْغَايَة عِنْده وَأما وزراء الْخُلَفَاء المدبرون كَانُوا للأمور من قبلهم فَكَانَ الدُّعَاء لَهُم فِي الْكتب الْعَامَّة بأمتع الله بِهِ وَفِي التوقيعات بأمتعنا الله بك.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute