أَبوك عندنَا فِي أَيَّام الْمُطِيع لله رحمت الله عَلَيْهِ لتقرير أَمر الْحَاج وَمن يخرج مَعَه وَهُوَ بسواد اسود فَقَالَ: مَا معنى سَواد أسود قَالَ لَهُ: سَواد مصبوغ وإنني لأذكره وَقد عرق والسواد يجْرِي على جَبينه وَهُوَ يمسحه بشستجه فِي يَده قَالَ لَهُ مُحَمَّد بن عمر: فَمَا الَّذِي تريده أَيهَا الْحَاجِب قَالَ: ان تغير هَذِه اللبسة وَتفعل مَا جرت بِهِ الْعَادة قَالَ: أَو انْصَرف قَالَ: الِاخْتِيَار إِلَيْك وَقَامَ مُحَمَّد بن عمر وَنزل إِلَى زبزبة وَانْصَرف إِلَى دَاره ووجمت الْجَمَاعَة مِمَّا جرى وَعَجِبت مِنْهُ حَدثنِي بذلك عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن حَاجِب النُّعْمَان.
وَمِمَّا يُنكر دُخُول الدَّاخِل إِلَى دَار الْخلَافَة بنعل أَو خف أَحْمَر ولالكة حَمْرَاء لِأَن الْأَحْمَر لِبَاس الْخَلِيفَة وَبعده الْخَوَارِج عَن الطَّاعَة وَاتفقَ ان دخل ابْن أبي الشَّوَارِب القَاضِي وَكَانَ من جلة الْقُضَاة وَمِمَّنْ يرجع بنسبه إِلَى بني أُميَّة دَار الْمُطِيع لله رحمت الله عَلَيْهِ بخف أَحْمَر وَرَآهُ المكني أَبَا الْحسن بن أبي عَمْرو الشرابي الْحَاجِب وَكَانَت بَينهمَا عَدَاوَة فَقَالَ لَهُ: تَأتي أَيهَا القَاضِي إِلَى خَليفَة آبَائِك فِي العناد والمباينة يَا غُلَام انْزعْ خفه وأعل بِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute