رَأسه وتناوله من الْمَكْرُوه قولا وفعلا بِمَا اسرف فِيهِ وَعرف الْمُطِيع لله ذَلِك فَلم يُنكره وَانْصَرف ابْن أبي الشَّوَارِب إِلَى دَاره فاحتجب فِيهَا وَلم يخرج مِنْهَا حَيَاء وكمدا وَكَانَت وَفَاته عقيب هَذِه الْقِصَّة
وحَدثني إِبْرَاهِيم بن هِلَال جدي قَالَ حَدثنِي المكني أَبَا عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد الانباري قَالَ: كنت أخط بَين يَدي دلوية الْكَاتِب وَهُوَ يتَوَلَّى كِتَابَة سَلامَة أخي نجح الملقب فِي أَيَّام القاهر بِاللَّه بالمؤتمن وسلامة إِذْ ذَاك حَاجِب القاهر بِاللَّه وَكنت أَجْلِس فِي دهليز بَاب الْخَاصَّة الَّذِي يَلِي دجلة من دَار السُّلْطَان فأخدم صَاحِبي فِيمَا يستخدمني فِيهِ فَإِنِّي لجالس مُتَعَلق على دكة هُنَاكَ إِذْ جعلت إِحْدَى رجْلي على الْأُخْرَى وَكَانَ بإزائي صديق لي من خلفاء الْحجاب يودني ودا شَدِيدا فَوَثَبَ إِلَى وَضرب رجْلي ضَرْبَة مؤلمة بعصا كَانَت فِي يَده فَقُمْت مذعورا فَقَالَ: يَا أَبَا عَليّ اعرف لي مَوضِع مسامحتي اياك وَوَاللَّه لَو ان هَاهُنَا من أَتَخَوَّف ان يرفع الْخَبَر لما قدرت على مسامحتك فَقلت: وَأي شَيْء انكرت مني وَبِأَيِّ شَيْء سامحتني فَقَالَ: نَحن مأمورون إِذا رَأينَا أحدا من النَّاس كلهم قد جلس فِي دَار السُّلْطَان هَذِه الجلسة الَّتِي جلستها وَوضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى بِأَن تجر رجله من مَوْضِعه حَتَّى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute