للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذلك: فإنه لا يجوز للأبوين أيضا أن يهملا هذه المسؤولية، ولو كان أولادهما في مدرسة تعلمهم أمور الدين، بل عليهما أن يثبتا من معرفة أولادهما أمور بأمور دينهم، لا أن يتركا الأمر على عواهنه..

ولا يجوز للأبوين أيضا: أن يتركا تتبع أحوال أولادهما، بل عليهما أن يسألا عمن يعاشرون من الرّفقة والأصحاب، وإلى أين يذهبون.. وأن يحذراهم دائما من معشر السوء.. وأن يراقبا ما يقرأون من كتب ومجلات.. وما يشاهدونه ويسمعونه من أفلام وتسجيلات.. وخصوصا في هذا الأيام، التي كثرت فيها أفلام الخلاعة والدعارة ـ الجنس ـ بواسطة ما يعرف بـ "الفيديو"..

إن الأبوين مؤتمنان على أمانة غالية، هي: ولدهما.. فلذة كبدهما.. فليحسنا إليه.. وليقدّما إليه النصيحة والارشاد.. وليبذلا جهدهما من أجل تنشئته تنشئة صالحة، لتقرّ به عيونهما.. وإن هما جانبهما النجاح.. فلم يصلح حال ولدهما بعد بذل الجهد.. فقد وضعا عنهما المسؤولية.. وبرئا الى الله عز وجل من سوء عمله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

[ثالثا: مسؤولية المدرسة والجامعة]

نعني بالمدرسة والجامعة: المعلم والأستاذ.. فهما لبّ المدرسة، إذ من دونهما لا فائدة للمدارس ولا للجامعات، و"المعلم" هو الحامل لأمانة "العلم"، الناقل لهذه الأمانة إلى الأجيال.

إن مهمة "المعلم" ليست محصورة في تلقين "العلم" كما يلقن "الببغاء"، ليردده الطالب ويحفظه، بل: إن العلم نوران وهو هدى وضياء، وواجب " الأستاذ" إن يدلّ الطالبة على نور العلم وهداه.. وأن يرشدهم الى فضائله ومنافعه: الدنيوية والأخروية.. وأن يطبعهم بطابع شخصيته المسلمة الصحيحة، فيكون لهم القدوة الحسنة، والمثل الأفضل، في علمه.. وعمله.. وأخلاقه..

<<  <   >  >>