وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من مصاحبة الأشرار، وبين أضرار ذلك، فروى أبو داود والترمذي، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقيّ"، وروى أبو والترمذي، عن أبي هريرة، رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، و"الخليل": هو الصديق القريب المحبوب، وفي هؤلاء يقول الله عز وجل:{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} ، أي: الأصحاب في الدنيا، المتفقون فيهاعلى معصية الله تعالى، يكونون يوم القيامة أعداء، يتبادلون اللوم والتعنيف، أما المتقون من الأصدقاء، الذين تلاقوا في الدنيا على محبة الله تعالى وطاعته، فليسوا في الاخرة كذلك، بل يزداد ودهم، وتقوى صداقتهم، ويشكرون الله عز وجل على رحمته ورضوانه.
فعلى كل شاب أو شابة، أن يحسن اختيار صديقه ورفيقه، فإن نفع الصديق كبير، كما أن ضرره خطير.. فمن صادق الصالحين اكتسب منهم وأخذ عنهم.. ومن عاشر الفاسقين المائعين.. أصيب بمرضهم.. والإصابة إذا وقعت، فهي خطيرة جدا.. وقلما شفي شاب طول عمره.. من عادة سيئة.. علمه إيّاها.. صديق..
[خامسا: مسؤولية المجتمع]
نعني بالمجتمع: عموم الناس، أي: ما يعرف اليوم بالرأي العام، فالناس بمشاعرهم العامة، بإمكانهم أن يساعدوا على إصلاح الفاسد، وتقويم المعوّج، وإذا سلطوا ألسنتهم على إنسان قضوا عليه.
ومن واجبات المجتمع: أن يكون يقظا حذرا، لئلا تتسرب إليه الأخلاق السيئة، والمفاسد والمنكرات، وأن يحارب كل انحراف عن جادّة الصواب والحق، وأن يحمي نشأة شبابه من المؤذيات، فيكون دائنافي موقف الحذر.. المدافع.. الحريص..