"الزنا": فاحشة، وكبيرة من كبائر الذنوب، بلا خلاف بين جميع الشرائع السماوية، فلم تبحه شريعة رسول، ولا حتى نظرية حكيم أو فيلسوف، إلا " الإباحيون"، وهؤلاء قوم ساقطون من عداد البشر، داخلون في تجمع البهائم.. فلا عبرة بهم، ولا قيمة لآرائهم.. إلا عند أشكالهم وأمثالهم..
ومبدأ طريق "الزنا"، يتسلسل من: النظرة المحرّمة.. كما قال الشاعر:
نظرة.. فابتسامة.. فسلام.. فكلام.. فموعد.. فلقاء
إن ما يدفع "الشاب" الى سلوك هذا الطريق، بدءا من النظرة.. وهلمّ جرا.. هو: تهييجه باتجاه المرأة، بالمهيّجات والمثيرات، من كتب.. وصور.. وأفلام.. وتوجيه سيئ.. كما ذكرنا في قسم " الأزمات العامة".
فبسبب ذلك، ومع عدم وجود الوازع الديني، والرّادع الخلقي السليم، يميل " الشاب" مع هواه.. ولا يحسب حسابا للعواقب ولا للعقاب، فيغلبه شيطانه.. ويغريه.. فيقع في الفاحشة..
إن وقوع "الشاب" في "الزنا" أزمة خطيرة العواقب، لا يقلل من ضررها وخطرها إلا جاهل قصير النظر، أعمى البصيرة، غافل القلب، أما الإنسان الواعي البصير المستبصر، فإنه ينظر الى هذه تافاحشة نظرة عداوة وكره لها.. واشمئزاز منها.. ونفور عنها.. لأنه وإن كان ظاهرها متعة.. وقضاء شهوة.. فإن واقعها: سمّ دسّ في الدسم، وخزي وعار، وحسرة وندامة، ودناءة وحقارة، يترفع عنها المؤمن، وينأى بنفسه أن تتدنّس بها.. وصدق رسول الله تعالى القائل:{ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .
ومع ذلك، يحاول أهل الهوى، ودعاة الإباحيةن من الغربيين والمستغربين، أن يوهموا الناس، بأن العلاقة غير المشروعة، بين الرجل والمرأة، هي علاقة طبيعية، لا تستأهل هذا الإنكار، بل يرون أن تترك هذه العلاقة عل راحتها، ينشئها الرجل والمرأة متى شاءا، وأين أرادا.. فالأمر يعنيهما وحدهما، ولا يحق لأحد غيرهما، أن يتدخل في شؤونهما الخاصة..