إن " الشباب" أكثر طبقات المجتمع تعرّضا للأزمات، بسبب توفر أسبابها فيهم، ففي "الشباب": كمال الصحة، وحدّة النشاط وهم أقل شغلا من غيرهم، وهذه الأمور هي مجلبة المفاسد والمتاعب، كما قال القائل:
إن الشباب والفراغ، والجده مفسدة للمرء، أي مفسده
فإذا كان الإنسلن: شابا، فارغا لا همّ عنده، ولا همّ له، نشيطا قوي الجسم، فقد استجمع أسباب الوقوع في المفسدة، إلا ما رحم ربي عز وجل.
لذلك جاء الإسلام بأحكام تملأ وقت الإنسان، وتصرفه عن التفكير في الفساد، وتحميه من إغراءات الهوى ووساوس الشيطان، كالصلاة.. وطلب العلم.. ودوام ذكر الله تعالى.. وصيام التطوع.. إلخ.
واعتبر ذلك حصنا ودرعا، يحمي الإنسان المسلم من المفاسد كافة، كما قال عز وجل في "الصلاة": {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} .. وقال سبحانه: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} .
ولكي يظل " الشاب" في مأمن من الأخطار، فعليه: أن يبقى حذرا متنبها، واعيا فطنا، وأن يملأ فراغ وقته بالعمل الصالح، وأن يجتنب كل المثيرت والمهيجات، من مجلات وصور وأفلام وأغاني وأن يغضّ البصر ويحفظ الفرج.
ومما يستحسن للشاب أن يفعله بالإضافة الى ما تقدم:
أن لا يأوي الى فراشه الا عندما يغلبه النوم.
وأن لا ينام على صوف، كجلد غنم، أو: ما اشتبه.
وأن ينام على ذكر الله تعالى، بقراءة ما تيسر من السور القصار، والأوردة المأثورة.
وأن ينهض من فراشه فور استيقاظه من النوم، من دون إبطاء.
إن هذه الأمور عبارة عن دروع وإحتياطات، تجعل الشباب ـ إذا هم طبقوها ـ في مأمن من أخطار الأزمات، وأضرارها وعواقبها، ومن دونها لا يبقى للشباب حماية ولا وقاية، فتحل بهم الأزمات، ويقعون في المعاصي والسيئات.
بعد هذا نعود الى بيان " الأزمات الخاصة"، والتي نرى: أنها تنحصر في قسمين إثنين هما: ترك الواجبات والطاعات، وفعل الفواحش والخبائث، فنقول:
القسم الأول: ترك الواجبات والطاعات