للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيتضح مما تقدّم: أن كلا من: " المشكل"، و"المشكلة" و"المشاكل" و"المشكلات"، هي مفردات وجموع، تدلّ على المختلط الملتبس من الأشياء، ولا تدل على ما نعنيه في هذا الكتاب، وهو الإنحرافات والمخالفات التي يرتكبها الإنسان، وإنّ استعمالنا ـ كغيرنا ـ هذه الكلمات بالمعنى المذكور، هو من باب التوسّع في تحميل اللغة معاني لا تحتملها في الأصل، ولا أرى لهذا التحميل مبرّرا، فلذلك عدلت عن تسمية الكتاب بأي إسم مشتق من "شكل"، وآثرت أن أسميّه بـ " أزمات الشباب"، وذلك لأن من معاني "الأزمة" في اللغة: " الشدّة"، يقال: تأزم القوم: إذا أصابتهم أزمة، وتألموا لأزمة الزمان، ومعنى "الأزمة" الذي هو: " الشدّة" عام يدخل فيه: المصائب، والمعاصي، والضلالات.. إلخ، لأن من ارتكب معصية، أو حلّت به بليّة أو مصيبة، فقد وقع من " شدة"، و" الشدائد" كثيرة.. والله المستعان.

[مراحل حياة الإنسان]

١- مرحلة: "الجنانة".

٢- مرحلة: "الطفولة والصبا".

٣- مرحلة: "الأشد" وهي: مرحلة الشباب.

٤- مرحلة: "الشيخوخة".

٥- النهاية: "الموت".

لقد شاء الله تبارك وتعالى أن يجعل في الأرض خليفة، فخلق "آدم" عليه السلام من تراب، ثم خلق منه زوجه " حواء" عليها السلام، ومنهما بدأ التناسل البشري، كما قال عز وجل: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} .

وقد بيّن الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: أنه خلق الأنسان على أطوار ومراحل، متتابعة متلاحقة متكاملة، كما قال عز وجل مخاطبا الكافرين خطاب توبيخ: {ما لكم لا ترجون لله وقارا* وقد خلقكم أطوارا} ، والمراد بالأطوار: مراحل خلق الإنسان في رحم أمه، ومراحل نشأته وحياته، وكذلك مراحل خلق أبي البشرية "آدم" عليه السلام.

<<  <   >  >>