للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا المعنى اللغوي، هو الذي استعمله علماء "أصول الفقه"، في باب:"المشكل"، حيث عرّفوه بأنه "الداخل في أشكاله" أي: الذي أشكل على السامع طريق الوصول الى معناه، لدقة المعنى في نفسه لا بعارض، فلا يعرف إلا بدليل يتميّز به، وأطلقوا "المشكلة" على الكلمة التي أشكل المعنى المراد بها، ومثلوا على ذلك بكلمة: " أنّى" في قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنّى شئتم} ، فكلمة: "أنّى" مشكلة، تجيء تارة بمعنى:" من أين"، وتارة بمعنى:" كيف"، فاشتبه ههنا المعنى المراد، فإن كان بمعنى: " أين"، يكون المعنى:" من أي مكان شئتم" قبلا أو: دبرا، فتحلّ اللواطة من إمرأته على هذا المعنى، وإن كان بمعنى: "كيف"، يكون المعنى:" بأي كيفية شئتم" قائما أو قاعدا أو مضطجعا، فيدلّ على تعميم الأحوال دون المحال، فإذا تأملنا في لفظ "الحرث" من قوله تعالى: {فأتوا حرثكم} ، علمنا أن كلمة:" أنّى" هنا بمعنى:" كيف"، لأن الدبر ليس موضع الحرث، بل هو موضع الفرث، فتكون اللواطة من امرأته حراما، لكن حرمتها ظنيّة فلا يكفر مستحلها. (عن كتب الأصول بتصرف) .

<<  <   >  >>