ومن هذا القبيل: ما يعرف اليوم بـ "التمثيل" في المسرحيّات والأفلام ـ المسمّاة ـ دينية حيث يتقمّص الممثل شخصية أبي جهل وأبي لهب، ويطلق لسانه بالكفر.. والعياذ بالله تعالى.. زاعمين أن هذا "تمثيل".. وأيضا: هم يمثلون الفجور.. وشرب الخمور.. ويمارسون الدعارة أمام الناس.. كل ذلك بزعم:" التمثيل".. وبإسم الإسلام..
وهنا نسأل: هل "التمثيل" عذر شرعي، يبيح النطق بالكفر، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، والرقص العاري.. ومعانقة النساء.. وغير ذلك من المنكرات التي يرتكبونها؟؟..
إن الجواب معروف قطعا هو النفي مطلقا، ولكنّ هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى:{الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} .
لقد سبق في " الإكراه" بيان: أنه لا يجوز إجراء لفظ الكفر إلا للمكره، شرط أن يكون قلبه مطمئن بالإيمان،.. وما سوى ذلك فلا.. ونعوذ بالله من "الجهل".. و" آباء الجهل".. في كل زمان ومكان..
[٤- الخطأ:]
"الخطأ" لغة: ضد "الصواب"، وفي إصطلاح العلماء:" وقوع الشيء على خلاف ما أريد"، وهو عذر صالح لسقوط حق الله تعالى، إذا حصل عن اجتهاد، فإن أخطأ "المجتهد" في الفتوى بعد إستفراغ جهده، لا يكون إثما، بل يستحق أجرا واحدا، لما جاء في الحديث الشريف، الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما، عن عمرو بن العاص، رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر"، والمراد به: العالم المستجمع شروط الإجتهاد، لا الذي يحكم عن جهل، أو يخالف الحق الذي يعرفه.