للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحن قد ذكرنا في هذا الكتاب "أزمات الشباب"، العامّة منها والخاصة، وأشرنا إلى مصادرها وأسبابها، وألحقنا ذلك بموجز عن أزمات: الأطفال، والشيوخ، والمرأة، والمعوّقين.. فكان مهمّا أن نطرح السؤال عينه، لنعرف: من هو المسؤول؟..

يختلف الناس في تعيين "المسؤول"، الذي يحمّلونه مسؤولية أمر جرى، ولا نريد تفصيل هذا الاختلاف، ولكننا سندخل في تحديد المسؤولية، على نحو ما فهمناه من النصوص الشرعية المباركة، بدءا من مسؤولية "الحاكم".. وذلك انطلاقا من معنى الحديث الشريف، الذي رواه البخاري ومسلم، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته".

[أولا: مسؤولية الحاكم]

"الحاكم" هو الراعي الأول للمسلمين، أن: الخليفة.. والامام.. وأمير المؤمنين.. في الاصطلاح الشرعي، ويعرف "الحاكم" في هذه الأيام بالملك.. أو الرئيس.. أو الأمير.. بحسب "النظام" الموجود..

تختلف نظرة الناس الى "الحاكم"، وبناء عليها تختلف أحكامهم على "الحاكم": أهو مقصّر في حمل المسؤولية، أم لا؟؟.. فأكثر الناس ينظر الى "الحاكم" على أنه: صاحب سلطة.. تقدّم له مظاهر التكريم والتبجيل.. يعطى الولاء المطلق.. يتصرّف بأموال الدولة بلا حساب.. لا يحق لأحد أن يسأله عن أعماله، ولا أن يناقشه في أقواله.. لأنه وليّ الأمر، الآمر الناهي.. مطلق الصلاحية.. إلخ.

ثم بنى هؤلاء، على نظرتهم هذه: أن "الحاكم" هذا، يقوم بواجباته، طالما هو يستقبل الوفود ويودّع الزوّار.. ويراقب من أعلى.. ما يجري تحت.. وبالتالي فهو غير مسؤول عن " أزمات الشباب" ولا عن أزمات غيرهم من فئات الشعب، بل الحق على "الشباب"، والمسؤولية على "الشعب"..

<<  <   >  >>