وكلامنا عن "العلم" لا ينحصر في: المعلم الرجل، بل يتناول المعلمة المرأة أيضا، التي صار لها في مجال التعليم أثر كبير، فهي مدعوّة الى إحسان تعليم الطالبات، لينشأن متعلمات مؤمنات صالحات.. وهي مأمورة بأن تكون قدوة للطالبات في حشمتها.. وأخلاقها.. ووقارها.. وتديّنها.. لا أن تكون مفسدة للبنات.. بتهتكها واستخفافها بالأخلاق والآداب..
إن هدفنا من كل هذا الكلام: أن لا تكون المدرسة مركز: "محو أمية"، يعلّم الطلبة القراءة والكتابة.. فحسب.. ومع الأسف: فإن كثيرا من المعاهد هي من هذا النوع.. إذ لا شيء فيها يطبّق مبادئ "التربية"، بل هناك "تعليم" فقط.. أي:"محو أميّة".. أما "التربية" فلا وجود لها في تلك المعاهد.. فينشأ الطالب فيها متعلما.. مثقفا.. يحمل أعلى الشهادات.. ولكنه: من دون تربية.. فهو منحلّ.. مائع.. لا مبالي بأمور الدين.. لا يعرف معنى:"الحياء" ولا "ألعيب"..
ومن المؤسف أيضا: أن كثيرا ممن يقومون بالتعليم، ليسوا أهلا للتربية.. لأنهم أنفسهم بحاجة الى "تربية".. وعندما يكون "المعلم" بحاجة الى "تربية"، فكيف نتوقع من إنتاجه جيلا ذا تربية سليمة؟؟.. وهنا يجضرني بيت من الشعر قاله أحد العلماء، في بعض علماء عصره، الذين قصّروا في حمل المسؤولية:
يا معشر العلماء يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد؟
[رابعا: تأثير الصديق]
آثرنا أن يكون عنوان هذا البند:" تأثير الصديق"، لأن "الصديق" لا يتميز عن صديقه بشيء، فهما يتبادلان التأثير، فأيهما كان أقوى شخصية أثر في صاحبه، وقاده الى حيث يريد..
ومرادنا بالصديق: هو الرفيق والصاحب، الذي يعاشره الإنسان، ويسهر معه.. ويرافقه.. ولهذا الصاحب تأثير كبير على صاحبه، فلذا قيل:" قل لي من تعاشر.. أقل لك: من أنت..".