للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زعم الميانجي أن الشيخين يشترطان العدد في صحة الحديث في كتابيهما:]

فقال في كتاب (ما لا يسع المحدث جهله) ١: "إن شرط الشيخين في صحيحهما - أن لا يدخلا فيه إلا ما صح عندهما، وذلك ما رواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنان فصاعدا، وما نقله عن/ (ي١٢) كل واحد من الصحابة أربعة من التابعين فأكثر، وأن يكون عن كل واحد من التابعين أكثر من أربعة".

فهذا الذي قاله الميانجي مستغن بحكايته عن الرد عليه فإنهما لم يشترطا ذلك ولا/ (ر٧/أ) واحد منهما.

وكم في الصحيحين من حديث لم يروه إلا صحابي واحد، وكم فيهما من حديث٢/ (?٧/أ) لم يروه إلا تابعي واحد.

وقد صرح مسلم في صحيحه٣ببعض ذلك.

وإنما حكيت كلام الميانجي هنا لأتعقبه لئلا يغتر به

[اشتراط ابن علية وغيره العدد في صحة الحديث:]

وأما اشتراط العدد في الحديث الصحيح، فقد قال به قديما إبراهيم بن إسماعيل بن علية٤ وغيره.

وعقد الشافعي في (الرسالة) ٥ بابا محكما لوجوب العمل بخبر الواحد،


١ ل١٨/أمن المخطوطة وص٩، ط. شركة الطبع والنشر الأهلية ببغداد.
٢ قوله: من حديث من (ي) وفي باقي النسخ (من الحديث) .
٣ يشير إلى قول الإمام مسلم في صحيحه ٢٧- كتاب الأيمان والنذور٢- باب من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله- عقب حديث الزهري رقم ١٦٤٧- قال أبو الحسين مسلم: هذا الحرف ... لا يرويه أحد غير الزهري. قال وللزهري نحو من تسعين حديثا يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يشاركه فيها أحد بأسانيد جياد.
٤ إبراهيم بن إسماعيل بن علية عن أبيه جهمي هالك، كان يناظر ويقول بخلق القرآن. مات سنة ٢١٨. ميزان الاعتدال ١: ٢٠.
٥ ص٣٦٩- ٤٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>