للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهب الجمهور إلى أنه لا يكون صحيحا بذلك".

وذهب عيسى بن أبان١ إلى أنه يدل على صحته، انتهى.

فقول الشيخ محيي الدين النووي: "خالف ابن الصلاح المحققون والأكثرون". غير متجه.

بل تعقبه شيخنا شيخ الإسلام في محاسن الاصطلاح٢ فقال: "هذا ممنوع فقد نقل بعض الحفاظ المتأخرين عن جمع من الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة أنهم يقطعون بصحة الحديث الذي تلقته الأمة بالقبول".

قلت: وكأنه عني بهذا الشيخ تقي الدين بن تيمية فإني٣ رأيت فيما حكاه عن بعض ثقات/ (ي٦٩) أصحابه٤ ما ملخصه: الخبر إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له وعملا بموجبه أفاد/ (ر٤٠/أ) العلم عند جماهير العلماء من السلف والخلف وهو الذي ذكره جمهور المصنفين في أصول الفقه كشمس الأئمة السرخسي٥ وغيره من الحنفية والقاضي عبد الوهاب وأمثاله من المالكية،


١ عيسى بن أبان بن صدقة أبو موسى قاض من كبار الحنفية، كان سريعا بإنفاذ الحكم عفيفا، له مؤلفات منها "إثبات القياس" و"اجتهاد الرأي". الأعلام ٥/٢٨٣، وتاريخ بغداد ١١/١٥٧.
٢ محاسن الاصطلاح بهامش مقدمة ابن الصلاح ص١٠١.
٣ هو الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر البارع شيخ الإسلام علم الزهاد نادرة عصره تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني أحد الأعلام، بلغت مؤلفاته ثلاثمائة مجلد منها الفتاوى والمنهاج، توفي سنة ٧٢٨. تذكرة الحفاظ ٤/١٤٩٦، والنجوم الزاهرة ٩/٢٧١، والأعلام ١/١٤١.
٤ لعله الإمام ابن القيم فإنه نقل في الصواعق المرسلة ص٤٨١- ٤٨٢ عن شيخ الإسلام ابن تيمية ما لخصه الحافظ هنا، وانظر فتاوى ابن تيمية ص١٨، ٤٠، ٤٨، ٤٩، وتفسيرات ابن تيمية ص١٩.
٥ محمد بن أحمد بن أبي بكر السرخسي شمس الأئمة، متكلم فقيه أصولي مناظر من طبقة المجتهدين في المسائل، من آثاره المبسوط، مات سنة ٤٨٣. كشف الظنون ٢/١٥٨٠، والأعلام ٦/٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>