للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكم١ جميع من ذكر من الصحابة في مشايخ الزهري إلا أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - وإن كان من المكثرين فإنما لقيه، لأنه عُمّر وتأخرت وفاته.

ومع ذلك فليس الزهري من المكثرين عنه، ولا أكثر - أيضا - عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله تعالى عنه -/ (٧٦/ب) فتبين أن الزهري ليس من كبار التابعين.

وكيف يكون منهم وإنما جل روايته/ (ب ١٧٩) عن كبار التابعين لا كله؛ لأن أكثرهم مات قبل أن يطلب هو العلم.

وهذا بيّن لمن نظر في أحوال الرجال٢ - والله الموفق -.

٦٥- قوله: "وأبي حازم"٣.

اعترض عليه مغلطاي وتبعه شيخنا شيخ الإسلام في "محاسن الاصطلاح"٤ بأنه ليس من صغار التابعين، فإنه سمع من الحسن بن علي بن أبي طالب، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر وغيرهم- رضي الله عنهم -.

قلت: وهو اعتراض فيه نظر، لأن ان الصلاح إنما أراد أبا حازم سلمة بن دينار المدني٥، وهو لم يلق من الصحابة سوى سهل بن سعد وأبي أمامة ابن سهل - رضي الله عنهما- فقط، وأرسل عن من لم يلقه من الصحابة، وجل روايته عن التابعين وأما الذي سمع من الحسن بن علي


١ من (ر) وفي باقي النسخ فهذا حكم حكم. والصواب ما في (ر) .
٢ نقل الصنعاني هذا النص في توضيح الأفكار ١/٢٨٦ من قوله تمثيله بالزهري إلى هنا.
٣ مقدمة ابن الصلاح ص٤٨.
٤ ص ١٣٥ بهامش مقدمة ابن الصلاح.
٥ سلمة ابن دينار: الإمام أبو حزم المدني الأعرج أحد الأعلام عن سهل بن سعد وابن المسيب وعنه مالك وأبو ضمرة قال أبن خزيمة: "ثقة لو يكن في زمانه مثله، توفي سنة/ (١٣٠/ع) ، وقيل سنة ١٣٢. الكاشف ١/٣٨٣، تقريب ١/٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>