للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٩- قوله (ص) : "إلا أن يصح مخرجة بمجيئه من وجه آخ" ١ ... إلى آخره.

قد استنكر هذا جماعة من الحنفية ومال معهم طائفة من الأصويين كالقاضي أبي بكر وطائفة من الشافعية.

وحجتهم أن الذي يأتي من وجه إما أن يكون مرسلا أو مسندا. إن كان مرسلا فيكون ضعيف انضم إلى ضعيفا فيزداد ضعفا٢.

وجواب هذا ظاهر على قواعد المحدثين على ما مهدناه في الكلام على الحديث الحسن.

وحاصله: أن المجموع حجة لا مجرد المرسل وحده ولا المنضم وحده، فإن حالة الاجتماع تثير ظنا غالبا وهذا شأن لكل ٣ ضعيفين اجتمعا كما تقدم.

ونظيره خبر الواحد إذا احتفت به القرائن يفيد العلم عند/ (٩٠/أ) قوم كما تقدم.

ومع أنه لا يفيد ذلك بمجرده ولا القرائن بمجردها. قالوا: وإن كان مسندا فالاعتماد عليه، فيقع المرسل لغوا، وقد قوى ابن الحاجب الإيراد الثاني.

وقد أجاب عنه المصنف بقوله: إنه بالمسند يتبين صحة الإسناد الذي فيه الإرسال حتى يحكم له مع إرساله بكونه صحيحا/ (ب١٨٤) ٤.

وأجاب عنه الشيخ محي الدين بجواب آخر٥ ذكره شيخنا، وهو أنه يفيد [قوة] ٦ عند التعارض.


١ مقدمة ابن الصلاح (ص ٤٩) يعني المرسل وقبله قوله: "ثم اعلم أن حكم المرسل حكم الحديث الضعيف".
٢ انظر جامع التحصيل ١/٤٢.
٣ في (ي) كل.
٤ مقدمة ابن الصلاح ص٤٩.
٥ التقريب للنووي مع تدريب الراوي ص١٢٠.
٦ الزيادة من ر/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>