للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما مالك، فإنه سئل عن قول الراوي: "عن فلان أنه قال: كذا" و"أن فلانا قال: كذا"١.

فقال: "هما سواء", وهذا واضح.

وأما أحمد، فإنه قيل له: إن رجلا قال: عن عروة عن عائشة، وعن عروة أن عائشة - رضي الله عنها - سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - هل هما سواء؟ فقال: "كيف يكونان سواء؟ ليسا سواءا"٢.

فقد ظهر الفرق بين مراد مالك وأحمد.

وحاصله أن الراوي إذا قال: "عن فلان" فلا فرق أن يضيف إليه القول أو الفعل في اتصال ذلك عند الجمهور بشرطه السابق٣.

وإذا قال إن فلانا ففيه فرق

وذلك أن ينظر، فإن كان خبرها قولا لم يتعد لمن لم يدركه التحقت بحكم "عن" بلا خلاف.

كأن/ (٩٧/أ) يقول التابعي: أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال/ (ي ١٦٥) : "سمعت كذا"، فهو نظير ما لو قال: "عن/ (ر٨٦/أ) أبي هريرة أنه قال: "سمعت كذا".

وإن كان خبرها فعلا نظر إن كان/ (ب ١٩٨) (الراوي) ٤ أدرك ذلك التحقت بحكم "عن" وإن كان لم يدركه لم تلتحق بحكمها.

فكون يعقوب بن شيبة قال في رواية عطاء عن ابن الحنفية: أن عمارا مر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - هذا مرسل.

إنما هو من جهة كونه أضاف إلى صيغة الفعل الذي لم يدركه ابن الحنفية، وهو مرور عمار.


١ في الكفاية ص ٤٠٧: " ... سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل- قال: كان مالك - زعموا- يرى عن فلان وأن فلانا سواء".
٢ الكفاية ص٤٠٨.
٣ يعني اللقاء بين المعنعن وشيخه وبراءته من التدليس.
٤ كلمة الراوي من (ر/أ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>