للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلا فلو أخذنا به من حيث الجملة لتضاعف هذا العدد جدا فقد روينا عن يزيد بن هارون أنه قال١: "لم أر أحدا من أهل الكوفة إلا هو يدلس إلا مسعرا وشريكا".

قلت: وقد ذكر شريك/ (ر١٠٢/ب) في المدلسين - أيضا -.

فما سلم منهم علي رأي يزيد بن هارون إلا مسعرا٢، لكن هذا بحسب ما رآهم هو.

وقال الحاكم: "أكثر أهل الكوفة يدلسون٣، التدليس في أهل الحجاز قليل جدا"٤ وفي أهل بغداد نادر - والله أعلم -.

تنبيه:

ويلتحق بقسم تدليس الشيوخ تدليس البلاد، كما إذا قال/ (ي١٩٤) المصري "حدثني فلأن بالأندلس" وأراد موضعا بالقرافة.

أو قال "بزقاق حلب" وأراد موضعا بالقاهرة. أو قال البغدادي "حدثني فلان بما وراء النهر" وأراد نهر دجلة. أو قال "بالرقة" وأراد بستانا على شاطئ دجلة.

أو قال الدمشقي "حدثني بالكرك" وأراد كرك نوح وهو بالقرب من دمشق٥.

ولذلك أمثلة كثيرة، حكمه الكراهة لأنه يدخل في باب التشبع وإيهام الرحلة في طلب الحديث إلا إن كان هناك قرينة تدل على عدم إرادة التكثير. فلا كراهة. والله الموفق ...


١ انظر قول يزيد هذا في الكفاية ص٣٦١.
٢ مسعر بن كدام - بكسر أوله وتخفيف ثانيه- ابن ظهير الهلالي أبو سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل من السابعة مات سنة ١٥٣، ١٥٥ ع تقريب ٢/٢٤٣.
٣ عبارة الحاكم في علوم الحديث ص ١١١: "وأكثر المحدثين تدليسا أهل الكوفة ونفر يسير من أهل البصرة".
٤ عبارة الحاكم في علوم الحديث ص ١١١: "وهو أن أهل الحجاز والحرمين ومصر والعوالي ليس التدليس من مذهبهم".
٥ نقل الصنعاني هذا النص في توضيح الأفكار ١/٣٧٢. من قوله ويلتحق إلى هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>