للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإدراج في وسط الحديث:]

وأما ما وقع في وسطه، فقد نقل شيخنا١عن ابن دقيق العيد أنه ضعف الحكم بالإدراج على مثل ذلك.

وقد وقع منه قول الزهري: "والتحنث: التعبد"٢ في حديثه عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - في بدء الوحي في قولها فيه: "وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد ... " إلى آخر الحديث بطوله فإن قوله:"وهو التعبد" من كلام الزهري أدرج في الحديث من غير تمييز/ (١٥١/أ) كما أوضحته في الشرح٣.

وكذلك حديث إبراهيم بن علي التميمي٤ عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر - وهو غير محرم فقيل له: إن


١ التقييد والإيضاح ص١٣٠.
٢ ١- كتاب بدء الوحي حديث ٣، ٦٥- كتاب التفسير حديث ١ من تفسير سورة ٩٦ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، ٩١- كتاب تعبير الرؤيا - باب ١ حديث ٦٩٨٢، م ١- كتاب الإيمان ٧٣- باب بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث ٢٥٢ حم ٦/٢٣٣.
٣ فتح الباري ١/٢٣ حيث قال على قوله "وهو التعبد": "هذا مدرج في الخبر وهو من تفسير الزهري كما جزم به الطيبِي ولم يذكر دليله، نعم في رواية المؤلف من طريق يونس عنه في التفسير ما يدل على الإدراج" وقال في الفتح ٨/٧١٧ في التفسير لما أشار على قوله في الحديث: "قال والتحنث التعبد" هذا ظاهر في الإدراج إذ لو كان من بقية كلام عائشة لجاء فيه قالت وهو محتمل أن يكون من كلام عروة أو من دونه.
٤ في الميزان للذهبي ١/٥٠ "إبراهيم بن علي الغزي أو المعتزلي عن مالك حدث عنه بالكوفة ضعفه الدارقطني روى عنه محمد بن الحسن بن جعفر الخلال، عن مالك، عن الزهري، عن أنس كان ابن خطل يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشعر". فلعله هذا الذي ذكره الحافظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>