وكحديث قراءة أية الكرسي دبر الصلاة، فإنه صحيح رواه النسائي١ وصححه ابن حبان وليس في كتاب ابن الجوزي من هذا الضرب سوى أحاديث قليلة جدا.
١ في اليوم والليلة انظر تحفة الأشراف ٤/١٨٠، والنكت الظراف على تحفة الأشراف بهامش تحفة الأشراف ٤/١٨١ من حديث أبي أمامة وأورده ابن الجوزي في كتابه الموضوعات ١/٢٤٣ من حديث علي - رضي الله عنه - وفي إسناده نهشل بن سعيد قال ابن الجوزي: "كذبه أبو داود الطيالسي وابن راهوية" وقال الرازي والنسائي: "هو متروك". ولفظ حديث علي: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت". ثم أورده ابن الجوزي من حديث جابر من طريقين؛ الأولى فيها إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التميمي قال ابن عدي: "هذا حديث باطل لا يرويه عن ابن جريج إلا إسماعيل وكان يحدث عن الثقاة الأباطيل". وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الثقات". وقال أبو الفتح الأزدي: "ركن من أركان الكذب". والثانية قال فيها ابن الجوزي: "وهذا الطريق فيه مجاهيل وأحدهم سرقه من الطريق الأول ثم رواه من حديث أبي أمامة" وقال: "قال الدارقطني: غريب من حديث الألهاني (يعني محمد بن زياد الألهاني) تفرد به محمد بن حمير عنه قال يعقوب بن سفيان ليس بالقوي". وقال أبو حاتم: "لا يحتج به". وقال الحافظ في محمد بن حمير: "إنه صدوق". التقريب ٢/١٥٦ وعد الذهبي في الميزان هذا الحديث في غرائبه، انظر الميزان ٣/٥٣٢. ففي تصحيح الحافظ له نظر بل هو ضعيف في نظري من طريق أبي أمامة وحديثا جابر وعلي رضي الله عنهما لا يصلحان للاعتبار ولا ينهضان لجبران حديث أبي أمامة كما ترى خصوصا وأن لفظ حديث جابر يختلف تماما عن لفظ حديث أبي أمامة وعلي.