وكان يقول: أنا نصف الإسلام، وكان سيدا إماما حجة كثير العلم والعمل، منقطع القرين، قرأ عليه أبو الحسن الكسائي، ويحيى العليمي، وأبو يوسف يعقوب الأعشى، وعبد الحميد بن صالح البرجمي، وعروة بن محمد الأسدي، وعبد الرحمن بن أبي حماد وسمع منه الحروف يحيى بن آدم وغيره.
وروى عنه أيضا ابن المبارك، مع تقدمه، وأبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل، وأبو كريب ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد الطنافسي، والحسن بن عرفة، وأبو هشام الرفاعي وأحمد بن عمران الأختسي وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق لا يحصون.
قال أحمد بن حنبل: ثقة ربما غلط، صاحب قراءة، وخير.
وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش.
وقال عثمان بن أبي شيبة: أحضر الرشيد أبا بكر بن عياش من الكوفة، فجاء ومعه وكيع فدخل ووكيع يقوده، فأدناه الرشيد.
وقال: أدركت أيام بني أمية وأيامنا فأينا خير قال: أولئك كانوا أبقع للناس، وأنتم أقوم بالصلاة، فصرفه الرشيد وأجازه بستة آلآف دينار، وأجاز وكيعا بثلاثة آلاف دينار، رواها محمد بن عثمان عن أبيه.
وقال أبو داود: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي، وكان ثقة.
قال: سألت أبا بكر بن عياش فقلت: قد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن، قال: ويلك. من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله، لا نجالسه ولا نكلمه.
وقال أبو هشام الرفاعي:، سمعت أبا بكر يقول: أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القرآن.
لأن الله تعالى قال: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: ٨] قالوا: يا خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون، فمن سماه الله صادقا فليس بكذب.
قال الحافظ يعقوب بن شيبة: كان أبو بكر معروفا بالصلاح البارع؛ وكان له فقه وعلم بالأخبار، في حديثه اضطراب.
وقال أبو نعيم: لم يكن في شيوخنا أكثر غلطا منه.