وقال يزيد بن هارون، كان أبو بكر خيرا زاهدا فاضلا، لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة.
وقال يحيى بن معين لم يفرش لأبي بكر فراش خمسين سنة.
وقال يحيى الحماني: حدثني أبو بكر بن عياش قال: جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منه دلوا عسلا ولبنا.
وقال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر يقول: الخلق أربعة: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور، فالمعذور البهائم، والمخبور ابن آدم، والمجبور الملائكة، والمثبور الجن.
وقال أبو بكر: أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة وكفى بها بلية.
وقال عثمان بن سعيد عن ابن معين: الحسن بن عياش وأخوه أبو بكر ثقتان، وقال أحمد بن يزيد: سمعت أبا بكر بن عياش، سمعت الأعمش يقول لأصحاب الحديث: إذا حدث بثلاثة أحاديث، قد جاءكم السيل، واليوم أنا مثل الأعمش أحمد بن زهير.
أنا سليمان بن أبي شيخ. حدثني يحيى بن سعيد. قال: زاملت أبا بكر ابن عياش إلى مكة، فما رأيت أورع منه، ولقد أهدى له رجل من أهل الكوفة رطبا، فبلغه أنه من الذي قبض عن خالد بن سلمة المخزومي، فأتى إلى مكة فاستحلهم وتصدق بثمنه.
وقال الفسوي: وحدثنا أحمد بن يونس، وذكروا له حديثا أنكروه من حديث أبي بكر عن الأعمش، قال: كان الأعمش يضربهم ويشتمهم ويطردهم، ويأخذ يد أبي بكر فيجلس معه في زاوية.
فقال رجل: ولم يفعل ذا؟ قال: لحال القرآن.
وقال يحيى بن آدم: قال لي أبو بكر: تعلمت من عاصم القرآن كما يتعلم الصبي من المعلم، فلقي مني شدة، فما أحسن غير قراءته، وهذا الذي أخبرتك به من القرآن إنما تعلمته من عاصم تعلما.
وقال هارون بن حاتم: سمعت رجلًا قال: قلت لأبي بكر: قرأت على أحد غير عاصم قال: نعم، على عطاء بن السائب، وأسلم المنقري.
قلت: هذه رواية واهية، روى يحيى بن آدم عن أبي بكر قال: تعلمت من عاصم