للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وقال الرازي: إن العلم اليقيني "إن قارنه احتمال النقيض ولو على أبعد الوجوه كان ظنا لا علما"١.

وهذا من أسباب القول بظنية العام عند بعض من قال بذلك، لاحتمال الخصوص مطلقا وإن لم يستند إلى دليل خاص.

ويظهر هذا المسلك عند ذكر الأدلة ومناقشتها في المسائل التي يكون المطلوب فيها القطع عندهم، فإنهم يظهرون عدم قطعية الدليل بتطريق الاحتمال إليه، سواء أكان الاحتمال قريبا أم كان بعيدا في الاستعمال العادي أو الشرعي للألفاظ ٢.

الظني المقارب للقطع:

وهذا المسلك يوسِّع مجال تأثير الاحتمال في منع القطعية، فينتج من ذلك تقليل وجود القطعي، ولذلك يذكر أصحاب هذا المسلك مرتبة وسطا بين القطعي المطلق وبين الظني المطلق، وهي مرتبة (الظني القوي المقارب للقطع) ، وهو عندهم ما كان فيه احتمال لكنه بعيد جدا، فيبقى معه الدليل ظنيا لورود أصل الاحتمال المؤثر، لكن يكون الدليل قريبا من القطع لبعد


١ المحصول٥/٤٠٠.
٢ انظر أمثلة لذلك في المستصفى (بولاق) ١/٣٢٠ والمستصفى ٢/٤٢-٤٣، ٣٦٦-٣٦٨ والمنخول للغزالي ص١٦٧ والمحصول للرازي ٤/٢٣، ١٥٣-١٥٦، ٣٦٦-٣٦٧ والإحكام للآمدي ١/٢١٥-٢١٦ والمواقف للإيجي ص١٢٠، ٢٩٧، ٣٨٨.

<<  <   >  >>