للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العزيز والوحي غير المتلو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} ١، وما عدا هذا لا يكون حجة إلا حيث كان مستندا إليهما، فالقياس مثلا لابد فيه من أصل ثبت حكمه بالكتاب أو بالسنة أو بالإجماع الذي ثبتت حجيته فيهما٢.

ثالثا: قول الله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخر ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} ٣، قال ابن كثير رحمه الله: "قال مجاهد٤ وغير واحد من السلف: أي كتاب الله وسنة رسوله"قال: "وهذا أمر من الله عز وجل بأن كل شيء تنازع فيه الناس من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة كما قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُم فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلى اللهِ} ٥، فما حكم به الكتاب والسنة


١ سورة النجم (٣، ٤) .
٢ انظر المستصفى للغزالي٢/٢-٣ والبرهان١/١١٩-١٢٠ والبحر المحيط١/١٧-١٨.
٣ سورة النساء (٥٩) .
٤ هو مجاهد بن جَبْر أبو الحجاج المكي المخزومي (مولاهم) ، من مشاهير مفسري التابعين، أكثرَ من الرواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما - في التفسير وفي الفقه، توفي بين عامي (١٠٠) و (١٠٨) هـ على اختلاف بين أهل العلم رحمهم الله. انظر سير أعلام النبلاء للذهبي ٤/٤٤٩-٤٥٧ وتهذيب التهذيب١٠/٤٢-٤٤.
٥ سورة الشورى (١٠) .

<<  <   >  >>