للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رضي الله عنه قال: "مر الملأ من قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده صهيب وعمار وبلال وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين, فقالوا: يا محمد, رضيت هؤلاء من قومك! أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا! أنحن نكون تبعا لهؤلاء! أطردهم عنك, فلعلك إن طردتهم أن نتبعك –فأنزل الله تعالى- فيهم القرآن: {وَأَنْذِرْ بِهِ} إ لى قوله: {فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} ".

واخرج ابن جرير١ وابو الشيخ والبيهقي في الدلائل وغيرهم عن خباب قال: " جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري. فوجدا النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في أناس ضعفاء من المؤمنين, فلما رأوهم حوله حقروهم, فأتوه, فخلوا به, فقالوا: نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب به فضلنا, فإن وفود العرب تأتيك, فنستحي أن ترانا قعودا مع هؤلاء الأعبد, فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت, قال: نعم, قالوا: فاكتب لنا عليك بذلك كتابا, فدعا بالصحيفة, ودعا عليا ليكتب – ونحن قعود في ناحية- إذ نزل جبريل بهذه الآية: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ ... } غلخ.

ثم دعانا, فأتيناه وهو يقول: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ٢. فكنا نقعد معه, فغذا اراد أن يقوم قام وتركنا, فأنزل الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ


١ في تفسيره (٧/٢٠١) قال ابن كثير في تفسيره (٢/١٣٦) : "وهذا حديث غريب فغن هذه الىية مكية, والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر"
٢ الأنعام: ٥٤

<<  <   >  >>