للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ١ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} ٢.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد معنا, فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم".

وأخرج ابن المنذر٣ وغيره عن عكرمة قال: بة وشيبة ابنا ربيعة وقرظة بن عبد عمرو بن نفيل, والحارث بن عامر بن نفيل, ومطعم ابن عدي في أشراف الكفار من عبد مناف إلى أبي طالب, فقالوا: لو أن ابن أخيك طرد عنا هؤلاء الأعبد والحلفاء, كان أعظم له في صدورنا وأطوع له عندنا وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقه, فذكر ذلك أبو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم, فقال عمر بن الخطاب: لو فعلت يا رسول الله حتى ننظر ما يردون بقولهم, وما يصيرون إليه من أمرهم, فأنزل الله سبحانه: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ} إلى قوله سبحانه: {َلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} , وكانوا بلالا وعمار بن ياسر وسالما٤ مولى أبي حذيفة وصبيحا مولى أسيد, والحلفاء: ابن مسعود, والمقداد بن عمرو وواقد بن عبد الله الحنظلي وعمرو وبن عبد عمرو, ومرثد بن أبي مرثد, وأشباههم, ونزل في أئمة الكفر من قريش والموالي والحلفاء: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} ٥, فلما نزلت أقبل عمر, فاعتذر من مقالته, فأنزل الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا} ٦.


١ {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} ليست في المخطوط.
٢ الكهف: ٢٨
٣ انظر الدر المنثور: (٣/١٣) , وأخرجه أيضا ابن جرير في تفسيره (٧/٢٠٢)
٤ في المخطوط "سالم"
٥ الأنعام: ٥٣
٦ الأنعام: ٥٤

<<  <   >  >>