وحاربوه, وغدت بينهم البدع سننا والسنن بدعا, وتشبهوا بأهل الجاهلية الأميين والكتابيين, ووقعوا فيما حذر منه صلى الله عليه وسلم.
ولما رأى علماء هذه الأمة الخاتمة ما وقع فيه المسلمون من ذلك, تجردوا لمحاربته بكل ما يستطيعون, فكان من نتائج ذلك تأليف الكتب المحذرة من الوقوع في ذلك, فألفت في ذلك مؤلفات عدة, منها ما هو خاص بالتحذير من مشابهة الكفار.
ومن هذه المؤلفات كتاب "المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية" وهو كتيب صغير الحجم عظيم النفع, جمع فيه مؤلفه الإمام العالم الرباني شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله تعالى- مسائل كثيرة خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية الأميين والكتابيين.
ولكون هذا الكتاب ذا أهمية كبيرة, فغن العالم السلفي أبا المعالي محمود شكري الألوسي- رحمه الله- قد قام بشرحه شرحا موجزا, استدل فيه لبعض مسائله, وفسر بعض أدلته, وربط بعض مسائله بواقعه الذي يعيش فيه.
ولأهمية هذا الكتاب وأصله, رغبت في تحقيقه ونشره, لعل الله –تعالى- أن ينفع به, وأن يجعله ذخرا لي يوم ألقاه.
وقد قسمت العمل في هذا الكتاب قسمين:
القسم الأول: قسم الدراسة وفيه فصلان:
الفصل الأول: التعريف بمؤلفي الكتابين وكتابيهما, وفيه المباحث الآتية:
المبحث الأول: ترجمة موجزة لمؤلف الأصل.