وهَذَا خَبرٌ عَظِيمٌ وهو خَبرُ الْمِعرَاجُ، جَاءَ من عِدَّةِ رِوَايَاتٍ ذَكَرَهَا الْمُؤلِّفُ وغَيرُهُ عن شَريكِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أَبِي نَمرٍ، «ولِشرِيكٍ» رحمه الله أَوهَامٌ في هَذَا عندَ أَهْلِ العِلْمِ: منها قَولُهُ: «قَبلَ أن يُوحَى إِلَيه». والمِعرَاجُ بعدَ الوَحِيِ بِمَدَّةٍ طَوِيلَةٍ بِعشرِ سِنِينَ.
ومنها قَولُهُ:«وهو نَائِمٌ ثم اسْتَيقَظَ». والذي عند أَهْلِ السُّنَّةِ وجَاءَتْ به الأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ أنَّ كُلَّ ذَلكَ كَانَ في حَالِ اليَقَظَةِ، أُسرِيَ به حَالَ اليَقظَةِ، وعُرجَ به في حَالِ اليَقَظَةِ، مع جَبرَائِيلَ عليه الصلاة والسلام.
ومِن أَوهَامِهِ أَيضًا: أَنَّه شَكَّ في مَنَازِلِ الأَنبِياءِ عَلَيهِم السلام، فَجَعَلَ إِدرِيسَ عليه الصلاة والسلام في الثَّانِيةِ، ومُوسَى عليه الصلاة والسلام في السَّابِعَةِ، وهَذَا خِلَافُ الصَّوابِ. والصَّوَابُ أن مُوسَى عليه الصلاة والسلام في السَّادِسَةِ، وهَارُونَ عليه الصلاة والسلام في الخَامِسَةِ، وإِدرِيسَ عليه الصلاة والسلام في الرَّابِعَةِ، وإِبرَاهِيمَ عليه الصلاة والسلام هو الذي في السَّابِعَةِ عَلَيهِم الصلاة والسلام.