في عَلِيٍّ رضي الله عنه، حَتَّى لِمَّا أَحرَقَهُم بِالنَّارِ قالوا: الآن زِدنَا فيك علمًا بأنك رَبُّنَا؛ لأن النَّارَ لا يَحرِقُ بها إلا اللهُ. وهَذَا مِنْ ضَلَالِهِم وجَهلِهِم نَسأَلُ اللهَ العَافِيَةَ.
ورَأسُهُمُ ابنُ سَبَإٍ الذي قِيلَ: إنه حُرِّقَ، وقيلَ: إنه هَرَبَ ولم يُحرَّقْ، وأَتبَاعُهُ إلى الآنَ مُوجُودُونَ مِنْ الرَّافِضَةِ وأَشبَاهِهِم مِنَ البَاطِنِيَّةِ من نُصَيرِيَّةٍ وإِسمَاعِيلِيَّةٍ وغَيرِهِم، نَسأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ.
والمَقْصُودُ: أنَّ الخَوَارجَ غَيرُ هَؤلاء، هَؤلَاءِ زَنَادِقَةٌ بَاطِنِيَّةُ، والخَوَارجُ غَلَوا في الأَحكَامِ وإِثبَاتِ الأَحكَامِ والتَّحذِيرِ منَ المَعَاصِي حَتَّى جَعَلُوا المَعصِيَةَ كُفرًا، وجَعَلُوا صَاحِبَهَا مُخَلَّدًا في النَّارِ؛ فَتَابَعَتهُمُ الْمُعتَزِلَةُ في ذَلكَ بِالتَّخلِيدِ، تَخلِيدِ العَاصِي في النَّارِ.