للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن الجدير بالتنبيه عليه هنا: أنّ أوّل من حيَّا المسلمين بالمصافحة هم أهل اليمن؛ وفي هذا يروي أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: لما جاء أهل اليمن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم أهلُ اليمن؛ وهُم أوّلُ من جاء بالمصافحة" ١.

وفي رواية أخرى: "قد أقبل أهلُ اليمن؛ وهُم أرقُّ قلوباً منكم". قال أنس: "وهُم أوّل من جاء بالمصافحة" ٢.

والمراد من مجيئهم بالمصافحة: إظهارُهم لها في الإسلام.

وقد روى الإمام أحمد عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يَقْدَمُ عليكم غداً أقوامٌ هم أرقُّ قلوباً للإسلام منكم"، فقدِم الأشعريّون، فيهم أبو موسى الأشعري٣. فلما دنَوْا من المدينة


١ أخرجه أبو داود في باب المصافحة رقم ٤/٣٥٤، والإمام أحمد في المسند ٣/٢١٢.
٢ الحديث: أخرجه البخاري في الأدب المفرد صفحة ٣٣٦، والإمام أحمد في المسند رقم ٣/٢٥١.
٣ عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، أبو موسى، من بني الأشعر من قحطان، صحابي من الشجعان الولاة الفاتحين. وُلد في زبيد باليمن عام ٢١ قبل الهجرة، وقدم مكة عند ظهور الإسلام، فأسلم وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن. وولاه عمر بن الخطاب البصرة سنة ١٧هـ، فافتتح أصبهان والأهواز. ولما ولي عثمان أقرّه عليها ثم عزله، فانتقل إلى الكوفة ومات بها عام ٤٤هـ.
راجع: سير أعلام النبلاء ٢/٣٨٠، والأعلام ٤/١١٤.

<<  <   >  >>