فأين هذا من دق الرجل، وثني العطف، وتحريك الرأس، والصياح، والزعق، والمكاء، والتصدية؟ !
قال الله تعالى:{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} .
فليت شعري! ما الذي يورث خشية الله تعالى؟ !
أألحان الكرماني ونغمات الترمذي، أو فهم معانيه، وتدبر آياته، واستخلاص حكمه وعجائب مضمونه؟ !
قال بهز بن حكيم:" صليت خلف زرارة بن أوفى، فقرأ:{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} ، فخر ميتا، فكنت ممن حمله ".
وقال أبو الربيع إدريس الخولاني:" كان أبو بكر البصري قد أوتي الحزن وحسن الصوت، وقراءته تقع على القلب من فضله، وكان يأتي إلى الليث بن سعد فيقرأ عنده، ويبكي الليث وأصحابه، ويقول الليث: لقد جعل الله لقراءته سلطانا على الأعين ".
وقرأ رجل عند عمر بن الخطاب:{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، حتى إذا بلغ:{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} ؛ قال عمر:" بهذا جرى الحديث ".