أن يتلاعن الزوجان قائمين، ليراهما الناس ويشتهر أمرهما فيقوم الرجل عند لعانه والمرأة جالسة، ثم تقوم عند لعانها ويقعد الرجل.
تغليظ اللعان زمانا ومكانا.
فأما تغليظه زمانا فإنه يكون بعد الصلاة لما فيه من الردع والرهبة، أو بعد صلاة العصر؛ لأن اليمين الفاجرة بعده عذابها أليم، حيث توعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أقواما بها وعد منهم رجلا حلف يمينا كاذبة بعد العصر يقتطع بها مال امرئ مسلم.
وأما تغليظه مكانا فإنه يكون في المسجد عند المنبر إن كان المتلاعنان مسلمين؛ لأنه أشرف الأماكن ولأن فيه تأثيرا في الزجر عن اليمين الفاجرة.
وتلاعن الحائض والنفساء والمتحيرة المسلمة عند باب المسجد الجامع، ويلاعن النصراني في كنيسته واليهودي في بيعته لأنهما معابدهم كالمساجد عندنا.
هل اللعان أيمان أم شهادات؟
اللعان أيمان مؤكدة بالشهادة، ويستدل على ذلك بثلاثة أدلة:
١- قوله تعالى:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} ١ ثم قال الله تعالى بعد ذلك: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} فسمى الشهادة يمينا.
٢- قال تعالى:{أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ} .
ووجه الدلالة: هو أن الله تعالى قرن لفظ الجلالة "الله" بالشهادة فدل ذلك على أنه أراد بها اليمن وشهادة الإنسان لا تقبل بخلاف يمينه.
٣- روى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال:"لولا الأيمان لكان لي ولهما شأن" ولأنه لا بد في اللعان من ذكر اسم الله -عز وجل- وذكر جواب القسم، ولو كان اللعان شهادات لما احتاج لذلك.