للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السبع، والسبعة الأيام التى برئت فيها الخليقة، وأبواب الجنة والجحيم، ونحوها، فهذه حدود تحتوى ما وراءها بالغا ما بلغ، وهذا الرمز من ألطف المعانى وأدقها، إذ يجعل القرآن فى لغته وتركيبه كأنه حدود وأبواب لكلام العرب كله» «١».

وبعض علماء اللّغة يرى أن عدد السبعة يدل على الكمال لأن السبعة جمعت العدد كله، لأن العدد أزواج وأفراد، والأزواج فيها أول وثان، والاثنان أول الأزواج، والأربعة زوج ثان، والثلاثة أول الأفراد، والخمسة فرد ثان، فإذا اجتمع الزوج الأول مع الفرد الثانى، أو الفرد الأول مع الزوج الثانى كان سبعة، وكذلك إذا أخذ الواحد الذى هو أصل العدد مع الستة التى هى عند الحكماء عدد تام يكون منهما السبعة التى هى عدد كامل، لأن الكمال درجة فوق التمام، وهذه الخاصة لا توجد فى غير السبعة، ولذلك يفصلون بينها وبين الثمانية بالواو، فيقولون: واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية وتسعة وعشر ... إلخ، ويستشهدون على ذلك بقوله تعالى: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ، وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ «٢» ويسمون هذه الواو «واو الثمانية»، ذكر هذا أبو حيان وغيره «٣».

وليس الأمر كذلك، وإنما أفادت هذه الواو الإيذان بأن الذين قالوا إنهم


(١) إعجاز القرآن ص ٦٨.
(٢) الكهف: ٢٢
(٣) أبو حيان النحوى: هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف بن حيان الغرناطى الأندلسى، من تصانيفه: «البحر المحيط» فى تفسير القرآن، و «النهر» مختصر له- ت ٧٤٥ هـ (بغية الوعاة ص ١٢١، وغاية النهاية ٢/ ٢٨٥).
أما أبو حيان التوحيدى فهو علىّ بن محمد بن العباس التوحيدى، فيلسوف متصوف معتزلى- توفى نحو سنة ٤٠٠ هـ (بغية الوعاة ص ٣٤٨).

<<  <   >  >>