للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعل الذى أوقعهم فى هذا الخطأ الاتفاق فى العدد سبعة، فالتبس عليهم الأمر، قال ابن عمار: «١» «لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغى له، وأشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قلّ نظره أن هذه القراءات هى المذكورة فى الخبر، وليته إذا اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة» «٢».

وقال ابن الجزرى: «أول إمام معتبر جمع القراءات فى كتاب أبو عبيد القاسم بن سلام، وجعلهم فيما أحسب خمسة وعشرين قارئا مع هؤلاء السبعة، وتوفى سنة أربع وعشرين ومائتين» .. ثم قال: «وكان فى أثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط، وتوفى أربع وعشرين وثلاثمائة» .. ثم قال: «وإنما أطلنا فى هذا الفصل لما بلغنا عن بعض من لا علم له أن القراءات الصحيحة هى التى عن هؤلاء السبعة، وأن الأحرف السبعة التى أشار إليها النبى صلّى الله عليه وسلم هى قراءة هؤلاء السبعة، بل غلب على كثير من الجهّال أن القراءات الصحيحة هى التى فى الشاطبية والتيسير» .. ثم قال: «وكان من جواب الشيخ الإمام مجتهد ذلك العصر أبى العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية- رحمه الله- «٣»: لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التى ذكر النبى صلّى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل عليها ليست قراءات القرّاء، السبعة المشهورة، بل أول من جمع ذلك ابن مجاهد» «٤».


(١) هو أحمد بن عمار بن أبى العباس المهدوى المغربى- أبو العباس- نحوى لغوى مقرئ مفسر، أصله من الهدية من بلاد إفريقية، من تصانيفه: «الهداية فى القراءات السبع» - توفى سنة ٤٤٠ هـ (بغية الوعاة ص ١٥٢، إنباه الرواة ١: ٩١ - ٩٢، طبقات القراء ١/ ٩٢).
(٢) فتح البارى ٩/ ٣٠.
(٣) هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، الحرانى، أبو العباس تقى الدين بن تيمية شيخ الإسلام الإمام المجاهد، أوذى وسجن فى سبيل الله، له تصانيف كثيرة- ت ٧٢٨ هـ (الأعلام ١/ ١٤٠ - ١٤١).
(٤) انظر النشر ١/ ٣٣ - ٣٩.

<<  <   >  >>