الجسم على إثارة اهتمام القارئ، وتشويقه إلى متابعة تطور أحداث الجريمة، تمامًا كما يفعل كاتب القصة الأدبية:
هذه الأخبار غير السارة كانت تصل تباعًا إلى الزوجة الشرعية أم الأولاد، وهي ثرية ناهزت الخمسين من عمرها ولها مكانة في قومها. وقد عز على هذه المرأة الصابرة الفاضلة أن ترى زوجها ينحدر إلى هذا المستوى، ويصبح ألعوبة في يد راقصة بلا أخلاق ولا ذمة، وتسبب له الفضائح أم الناس، وشعرت أن زوجها لن يرتد عن هذه الراقصة مهما كان التقريع قاسيًا؛ فصممت على أمر.
في إحدى الأمسيات اصطحب العاشق العجوز حبيبته الراقصة إلى أحد المطاعم المشهورة في بيروت لتناول طعام العشاء. تركها قرب المطعم في السيارة جالسة في المقعد الأمامي ودخل المطعم يبحث عن مائدة تليق بالمقام حتى يدعوها إليها. في تلك اللحظة بالذات برز شخص قصير القامة يرتدي بنطلونًا من الكَتَّان الكاكي وقميصًا أبيض، واقترب من السيارة التي تجلس فيها الراقصة آتيًا من الخلف حتى وصل إلى الباب الأمامي، وهناك أخرج من جيبه مسدسًا صغيرًا صوبه بهدوء إلى رقبة الراقصة عند النقرة، وأطلق طلقًا واحدًا فقط. كان الطلق الوحيد كافيًا للقضاء على الراقصة والتسبب في موتها العاجل!
سمع الناس الطلق فالتفتوا نحو الصوت، فلمحوا شابًّا يهرب بسرعة متجهًا نحو الأسواق التجارية الضيقة، وشاهدوا ملامحه الخارجية وثيابه؛ ولكن لم يجسر أحد على اللحاق به؛ لأن المسدس كان لا يزال في يده يهدد به وهو يسابق الريح ...
وتقدموا من السيدة الجالسة في المقعد الأمامي فوجدوها قد فارقت الحياة. حصل هذا بلحظات