كانت الجلسة أمام محكمة الجنايات صاخبة، علت فيها أصوات الفريقين، وانقسم القضاة في الرأي، إلا أنه بعد نقاش ومداولة طويلة قضت المحكمة بإعلان براءة المتهم بأكثرية الأصوات؛ وذلك لضعف الدليل ولوجود الشك ...
وأُخْلِيَ سبيل العاشق الولهان ...
ومع أن حبل المشنقة كاد يدق عنق هذا العاشق لولا لطف الله وإلهامه قضاة الحكم بعدم الإدانة، فإن صاحبنا خرج من السجن ساهمًا ضائعًا يجهل ما كان يحاك ضده من مؤامرات تستهدف رأسه. إذن فهناك قاتل لم يعرف. وهناك قتيلة لم يعرف قاتلها. وهناك محرض لم تكشفه التحقيقات رغم كل الجهود التي بذلت والحكم الصادر لم يحل المشكلة ...
دام الغموض يلف هذه القضية مدة عشر سنوات، وبقيت الحقائق عن هذه الجريمة مجهولة يكتنفها ستار كثيف من الظلام.
- في نهاية التحقيق الصحفي.. حل المحرر عقدة القصة وأزاح الستار عن النهاية المثيرة والغامضة لهذه الجريمة:
بعد تلك المدة؛ أي: عندما مر الزمن على حق النيابة العامة في ملاحقة الفاعل والمحرض، وبعدما تيقن هؤلاء أنهم أصبحوا بمأمن من كل ملاحقة قضائية ظهرت الحقيقة. هذه الحقيقة باحت بها الزوجة الشرعية. وقد أرادت بقول الحقيقة تبرير موقف زوجها وإفهام الرأي العام أنه كان بالفعل بريئًا من دم الراقصة، وأن الحكم كان عادلًا. قالت: إن زوجي لم يكن على علم بشيء مما فعلته أنا، فقد اتفقت مع قاتل محترف لقاء ٢٠٠ ليرة عثمانية ذهبية للخلاص من الراقصة، التي سببت للعائلة الفضيحة، وأذلت زوجي أمام الناس. وقد