للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لمسة الوفاء تثير الشجون

السبت:

مست كلمتي عن تكريم العاملين الذين أفنوا زهرة شبابهم وعمرهم كله في وظائفهم عند تقاعدهم وترًا حساسًا لدى الكثيرين ممن مروا بهذه التجربة، وقد أعربوا في رسائلهم عن أحاسيسهم بالمرارة وخيبة الأمل التي أصابتهم بعد أن بلغوا سن المعاش.

- أما جسم الفقرة، فهو يتضمن نص رسالة القارئ أو جانبًا منها، ثم رد الكاتب عليها:

يقول الأستاذ محمد عزازي المسيري من الإسكندرية: لقد هزتني كلمتك بعنوان "لمسة وفاء نفتقدها.." وجعلتني أستعرض سنينًا من عمري جاوزت الثلاثين في خدمة هذا البلد. منها ما يقارب العشرين عامًا في ديوان محافظة كفر الشيخ، هي عمر الحكم المحلي كله. ثم أتذكر أيامًا كانت تدنيني من سن الستين في يونيو ١٩٧٩، وانتظرت في أمل أن يكون هذا اليوم جديرًا بمن عمل للدولة كل هذا العمر الطويل، وبتقارير لا تقل عن امتياز.. وانتظرت أن يدخل الوزير المحافظ -الذي كان رجل بروتوكول عندما عمل مديرًا لمكتب رئيس الوزراء السابق- مكتبي ليقول كلمة رقيقة بهذه المناسبة، وأن يحذو حذوه وكيل الوزارة السكرتير العام..

ولكن اليوم مر مع الأسف والألم، ومرت كل الأيام حتى اليوم دون أن يحدث شيء من ذلك.

وأستعرض وأنا أقرأ كلمتك أنواعًا من البشر أقيمت لهم حفلات، وقدمت الهدايا السخية التي جمع ثمنها بالأمر من العاملين.. وأتذكر نوعية هؤلاء وسلوكهم.. ونوعية أولئك الذين خدموا بإخلاص وأمانة.. ولم يقل لهم أحد: "شكرًا ومع السلامة".

<<  <   >  >>