للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء في نفس المحضر في الفقرة "١١" منه ما نصه:

١١- تكلم القائد العام كثيرًا عن إجباره على التقدم أكثر مما يجب، السبب الذي من أجله تعرضت خطوط مواصلاته إلى التهديد من جانب العدو "وأظهر سعادته أنه كثيرًا ما اشتكى من تعارض هذه النظرية مع واجبات السلامة العسكرية؛ ولكنه كان دائمًا مأمورًا من القيادة العليا بالقاهرة لمتابعة التقدم المتواصل، رغم إظهار تلك العقبات لهم في كثير من المرات".

هذا ما يقوله المواوي بك عن الخطة التي كان ينفذها، والتي يعترف أنه كان يؤمر بها أمرًا رغم اعتراضه، ورغم تعارضها مع سلامة الجيش الذي يقوده..

تصوروا قائدًا ينفذ خطة غير مقتنع بها؟.. أي نصيب لهذه الخطة من النجاح؟! وأي نصيب لهذا القائد في النصر؟! خطة توضع في القاهرة، دون استشارة قائد الحملة ودون موافقته عليها رغم اعتراضه.

ما هذا؟!

لماذا لم تغير الخطة ما دام المواوي هو الذي سيقوم على تنفيذها؟!

أو لماذا لم يغير المواوي ما دام لا يستطيع تنفيذ هذه الخطة؟! ومن المسئول عن كل ذلك؟!

مَن إن لم يكن حيدر باشا؟!!

إن نفس "المحضر" الذي بين يدي، وهو منزوج من "يومية الحرب" لرياسة القوات المصرية بفلسطين، ويشتمل على رد اللواء فؤاد باشا صادق على أقوال المواوي بك، ونصه:

"إن ما قمتم به من أعمال كان فوق مجهود البشر، وإني أعترف أمامكم بأنك كنت الشخص المتوكل على الله، وأن ستر المولى عز وجل قد أوصلك بهؤلاء الجنود إلى تلك النتائج، التي شرحتها عزتكم لنا، وإني أستطيع بكل اختصار أن ألخص كلامكم كالآتي:

أفهم أنك تعني أنك أمرت بتمثيل رواية هزلية بالجيش المصري

<<  <   >  >>