على مسرح فلسطين، كنت أنت أفرادها وجنودها وبطلها الأول، فقد أعطيتني صورة واضحة لحالة القوات التي سأتولى قيادتها لحين عودتك بعد فترة الاستجمام التي أرجو أن تكون قصيرة".
هذا ما يقول فؤاد صادق لزميله المواوي..
ومن أقوال فؤاد باشا صادق نستطيع أن نفهم أن قائد الحملة لم يُتْرَكْ له التصرف في شيء.. لا في وضع الخطة، ولا في مناقشة الخطة التي وضعت، وكل ما تُرك له هو ستر المولى والتوكل على الله!!
وإذا كان فؤاد باشا صادق قد وصف ما كان يجري في فلسطين بأنه رواية هزلية، فإن أحد فصول هذه الرواية، هو إرسال سعادته إلى الميدان معتقدًا أن المواوي بك سيقوم بإجازة قصيرة للاستجمام، وأنه -أي: المواوي- لم يسحب من القيادة بصفة نهائية!!
ألا يكفي كل هذا للتحقيق مع حيدر باشا؟!
ألا يعتبر هذا المحضر الرسمي اتهامًا لمعاليه يوجهه إليه اثنان من أكبر قواد الجيش؟!..
إن لم يكن كل هذا يكفي، فإني لم أنتهِ بعد!
طرائف حيدر باشا:
وبعض تصرفات حيدر باشا يدخل في باب الطرائف، رغم ما أعقبها من مصائب..
ففي سبتمبر عام ٤٨ أرسل سعادة أحمد ثروت بك سفير مصر في باريس برقية خطيرة بالشفرة إلى وزارة الخارجية المصرية، وهذا نص ما بها من معلومات:
"وصلني من مصدر ثقة لا أشك في سلامة أخباره: أن اليهود يجمعون حوالي ٤٠ ألف عسكري في النقب أمام القوات المصرية للحصول على نتائج حاسمة، من خلال النصف الأول من شهر أكتوبر".