للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأحالت وزارة الخارجية هذه البرقية إلى معالي وزير الحربية الفريق محمد حدير باشا، فأحالها بدوره إلى رياسة هيئة أركان الحرب، وأحالتها هذه إلى إدارة العمليات، وأحالتها إدارة العمليات إلى القائد العام للحملة، وأحالها القائد العام إلى قواده، فكتب كل منهم على "الإشارة" التي تحملها كلمة "علم"!!

وكان هذا هو كل شيء..

لقد علمت القيادات المختلفة بالمعلومات الخطيرة التي تحملها برقية سفير مصر، وسجلوا علمهم بكلمة "علم"!!

كان هذا هو نصيب برقية مثل هذه يرسلها مصدر موثوق به لدى سفير مصر في باريس، لا أكثر من كلمة "علم"!

وفي الفرصة الوحيدة التي كان يجب أن يتدخل فيها حيدر باشا، فيشرف على استعداد القيادات لمقابلة هذا الهجوم الذي يشير إليه السفير المصري، لم يفعل معاليه شيئًا؛ وإنما أكتفى واستراح ضميره بكلمة "علم"!!

وفي منتصف أكتوبر، تحقق ما جاء في برقية السفير، وما علم به حيدر باشا قبل حدوثه بشهر، فقام اليهود بهجومهم المعروف الذي أعقبه الانسحاب..

- وطرفة أخرى:

فقد حدث أثناء الارتباك الذي صحب الانسحاب أن أرسل أمر انسحاب الفالوجا إلى المجدل، وأرسل أمر انسحاب المجدل إلى الفالوجا، فتسلم سيد طه أمرًا نصه: "انسحب عن طريق البحر"!!

ولعل حيدر باشا يعلم أن بين الفالوجا -حيث قيادة سيد طه- والبحر أميالًا.

- وطرفة ثالثة:

حدث أن قررت القيادة العامة في القاهرة استرداد بير سبع، وهي من أهم المواقع العسكرية، وكانت جميع الحملات التي دخلت فلسطين

<<  <   >  >>