للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعلن حيدر ثقته بجلوب، ووافق على الخطة -وربما أبدى إعجابه بها- ثم أمر بتنفيذها..

ورجع صبور بك إلى بيت لحم، وأرسل تفاصيل الخطة مع أمر التنفيذ الصادر من الوزير إلى قائد الفالوجا الأميرالاي السيد طه، وقد أرسلها مع الصاغ معروف الحضري، الذي سعى إلى الفالوجا في قافلة كبيرة مكونة من خمسة وأربعين جملًا تحمل تموينًا للقوات المحاصرة، ويصحبها الضباط الإنجليزي "لوكهيد" والشاويش الإنجليزي، وقد وصلت هذه القافلة الكبيرة إلى الفالوجا بسلام ودون أن يتعرض لها اليهود في الطريق، وهو أمر يثير الريب، كما سيأتي تفصيله.. وقد تم كل هذا دون أن يعلم به القائد العام للحملة، ودون أن يعلم رئيس هيئة أركان حرب الجيش، ودون أن تعلم به هيئة العمليات المشتركة.. وكان الوزير العبقري -نابليون زمانه- يعمل وحده!!

وتلقى السيد طه الخطة وأُمر بتنفيذها فثار، وأعلن عدم موافقته عليها، وعدم موافقته أيضًا على بقاء الضابط والشاويش الإنجليزيين داخل المنطقة المصرية المحاصرة، ثم اتصل بالقائد العام -اللواء فؤاد صادق- وأبلغه خبر هذه الخطة، فثار فؤاد صادق بدوره، وأمر السيد طه بعدم تنفيذ أي أمر لا يتلقاه منه شخصيًّا، كما أمره بطرد الضابط والشاويش الإنجليزيين خارج المنطقة.

واتصل فؤاد صادق بالوزير، واحتج لديه على هذا التدخل في سلطاته، ثم هدد بترك القيادة إن نفذت هذه الخطة، التي وصفها بأنها خطة قاتلة..

واضطر حيدر باشا أن يعرض الخطة على هيئة العمليات المشتركة، فهل يذكر معاليه رأي هيئة العمليات؟ لقد اجتمعت هيئة العمليات المشتركة يوم ٢١ نوفمبر ٤٨ "سعت ١١٠٠" في هيئة مؤتمر، ووضعت تقريرًا هذا نصه:

"اطلعت الهيئة على الخطة التي يحملها الأميرالاي صبور، وعلى اعتراض قائد الفالوجا، وقائد عام القوات، وقررت ما يأتي: إن الهيئة توافق حضرة صاحب العزة قائد القوات المصرية بفلسطين وحضرة صاحب العزة قائد

<<  <   >  >>