تلك الاستراتيجيات في الساحة العربية وعلى حساب أهدافها ومصالحها.
- سابعًا: إن غياب العمل العربي الموحد، والذي يسمح باستقطاب الكيانات العربية إلى ساحة الصراع الدولي وكأطراف فيه، إنما يتيح لإسرائيل المزيد من القوة والقدرة لفرض عدوانها، باعتبارها عاملًا حاسمًا لهذا الصراع، من موقعها كطرف منحاز لأحد أطرافه.
- ثامنًا: إن الثروة العربية مهما كانت المبالغة في تقدير حجمها وتأثيرها، إلا أنها تظل معطلة؛ بل ومستهدفة، وذلك في غياب العمل العربي الموحد، والذي يمكن من خلاله استثمارها سياسيًّا ودوليًّا في خدمة الأهداف العربية.
- تاسعًا: إنه وفي غيبة العمل العربي الموحد نجد أنفسنا في حالة تراجع حتى بالنسبة لما سبق أن أجمعنا عليه في الجزائر والرباط، وأعني به القبول بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ومن المؤسف والمؤلم أن تحظى هذه المنظمة باعتراف واحترام المنظمات العالمية والإقليمية والدول الأجنبية، في الوقت الذي يتراجع فيه الاعتراف العربي بها، وهو تراجع حتى ولو اتخذ مجرد شكل الهجوم الإعلامي عليها، وهو تراجع حتى لو اضطرت للدفاع عن نفسها في مواجهة أطراف عربية لها.
- عاشرًا: إنني أكاد ألمس حقيقة المخطط الموضوع لإخضاع الأمة العربية، وهو مخطط يتستر حينًا بالتقدمية وأحيانًا باسم الدين، وهو مخطط يستهدف صرف انتباه وجهد الكيانات العربية وخاصة المؤثرة فيها سياسيًّا أو عسكريًّا أو اقتصاديًّا في المواجهة مع إسرائيل، صرف انتباه وجهد هذه الكيانات عن واجبها القومي، إلى حماية أمنها الداخلي.
وإلا بماذا نفسر ما وقع في السعودية مؤخرًا، وهي الدولة العربية الأقدر على إدارة الصراع لمصلحة العرب سياسيًّا واقتصاديًّا ودوليًّا