للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعسكريًّا، وما وقع في تونس مؤخرًا، وهي المقر الجديد لجامعة الدول العربية، وما حدث ويحدث في سوريا ساحة المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل، وهو مخطط تكرر ومن الممكن أن يتكرر في مختلف الكيانات العربية؛ خدمة لنفس الهدف، هدف صرف الانتباه والجهد عن خدمة القضية القومية والانصراف الكامل إلى تأمين الأوضاع الداخلية.

من هذا كله أقول: إن الوضع العربي الراهن لا يشكل مجرد خطر على الأمة العربية؛ بل هو كارثة لا يمكن تفاديها إلا من خلال نظرة عربية موحدة، وفي إطار استراتيجية للعمل العربي الموحد، وفي نطاق جامعة الدول العربية، كغير محاولة الاجتهاد للعمل خارجها؛ إذ إنها تمثل -وخاصة في هذه المرحلة- الحصن الأخير للتجمع العربي، والساحة الممكنة لبلورة الجهد العربي موحدًا وقادرًا ومفيدًا؛ بل إن الجامعة العربية هي التي يمكن أن تضفي على مثل هذا العمل شرعيته وتحقق ضمان استمراره ومتابعة تنفيذه وحمايته أيضًا.

وإننا في السودان نسعى لوضع استراتيجية للعمل العربي الموحد، وهي استراتيجية تستوعب كل المتغيرات والوسائل والبدائل؛ لتحقيق الأهداف العربية المقررة في قمتي الجزائر والرباط، والمدعومة بمقررات بغداد وتونس، وسوف نتشاور مع الأشقاء العرب وعلى رأسهم منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك قبل طرحها على مؤتمر للقمة العربية، وهو مؤتمر لا أرى أن الظروف تسمح بانتظار موعده المقرر في نوفمبر القادم؛ إذ إن الأحداث والمتغيرات لا تحتمل التأجيل ولا ترتبط بالمواعيد.

<<  <   >  >>