للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وطويلة وأطول. يقول ابن جني: "اعلم أن الحركات أبعاض حروف المد واللين، وهي الألف والواو والياء. فكما أن هذه الحروف ثلاثة، فكذلك الحركات ثلاث، وهي الكسرة والفتحة والضمة. فالفتحة بعض الألف والكسرة بعض الياء، والضمة بعض الواو، وقد كان متقدمو النحويين يسمون الفتحة الألف الصغيرة، والكسرة الياء الصغيرة، والضمة الواو الصغيرة، وقد كانوا في ذلك على طريق مستقيمة. ألا ترى أن الألف والياء والواو اللواتي هن توام كوامل قد تجدهن في بعض الأحيان أطول وأتم منهن في بعض، وذلك قولك: يخاف وينام ويسير ويطير ويقوم ويسوم. فتجد فيهن امتدادًا واستطالة ما، فإذا أوقعت بعدهن الهمزة أو الحرف المدغم ازددن طولًا وامتدادًا وذلك نحو يشاء.. وتقول مع الإدغام شابة ودابة"١.

ولكن تبقى فكرة ابن جني في البعضية غامضة حيث "لم يقل لنا ما إذا كان الفرق بين حرف المد والحركة معتبرًا بالثلث أو النصف أو بأي كسر آخر"٢.

٨- ومن الدراسات الصوتية التي قدمها العرب حديثهم عن ائتلاف الحروف وكيفية بناء الكلمة العربية. وقد لاحظ الخليل أن اللغات تختلف في ذلك، وما قد يتلاءم مع أمة ربما لا يتلاءم مع أمة أخرى. ولاحظ أيضًا أن الأذن العربية قد تستسيغ أصواتًا معينة لا يستسيغها غيرها، وأن اللسان العربي قد ينطق بتركيب خاص لا ينطق به لسان غيره، وأن العرب كانوا يأبون تأليفًا خاصًّا من الكلمات لا يأباه غيرهم، مثل إبائهم اجتماع واوين أول الكلمة، والابتداء بالساكن، واجتماع حرفين ساكنين.

كذلك تحدث الخليل وسيبويه عما يسمى بالانسجام الصوتي مثل


١ المرجع ص ١٩، ٢٠.
٢ التفكير الصوتي عند العرب ص ١٦.

<<  <   >  >>